صباح زنگنه
ان الموقف الدبلوماسی للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ازاء تطورات الاحداث فی المنطقة بات متحفظا ومحتاطا، وحتى فی بعض الاحیان کان اکثر مما یجب علیه ، لکن اجراءات واتصالات الجهاز الدبلوماسی للبلاد وبمشارکة القوى المؤثرة واللاعبین الاساسیین فی المنطقة تبدو ایجابیة وبالطبع یمکن ان تکون افضل مما هی علیه.
فیما یخص لیبیا کان لطهران علاقات متعددة بینها وبین قوى المعارضة وحکومة القذافی. ان ما حدث فی لیبیا وبالرغم من الغموض المحیط به الا انه یظهر ان لا وجود لقدرة شعبیة محددة فی هذا البلد. فی لیبیا تجد قوى متعددة لها اتجاهات متنوعة وحوافز مختلفة دخلت الى الساحة. وبالرغم من نزولها الى الشارع اعلانا لمخالفتها لهیمنة النظام الدکتاتوری للقذافی لکن اتخاذ موقف صریح وشفاف من قبل وزارة الخارجیة الایرانیة ازاء الاحداث فی لیبیا کان امرا فی غایة الصعوبة.
بعض التیارات الاسلامیة والعربیة وللاسف تعاطت بطریقة اعطت الغطاء اللازم لعملیات الناتو فی لیبیا وهذا سیتسبب بفتح صفحة جدیدة فی میدان العلاقات الاقلیمیة وعلاقات الدول الاسلامیة، وما من شک سیکون بمثابة ذریعة للتدخل والتغلغل المباشر للقوى الغربیة فی المنطقة.
اما استعراض المواقف الاخیرة لطهران ازاء القضایا فی سوریا ، یذهب بنا للقول انه کان من الافضل ان یستنکر جهاز السیاسة الخارجیة فی البلاد العنف واللجوء الى الوسائل القمعیة فی وقت مبکر اکثر. فهذا التأخیر فی اطلاق التصریحات العلنیة والعامة ازاء هذا الامر یبقی جانبا لتوجیه الانتقاد. فبالرغم من التدابیر العملیة والاتصالات التی اجراها الجهاز الدبلوماسی فی ایران مع مختلف المسؤولین والاشخاص والتیارات المعارضة والاحزاب السوریة خلال الاشهر المنصرمة لکن هذه التدابیر لم تتمکن من بلورة موقف واضح ومحدد لها.
ممثل إیران السابق فی منظمة "المؤتمر الإسلامی" ومحلل قضایا الشرق الاوسط
30349