خبراونلاین – کتبت صحیفة مردم سالاری فی مقالتها الافتتاحیة تحت عنوان "الخصوم المتشددون والاصدقاء المتذبذبون" تقول:



* ان بلاد فارس، وعقب انتصار الثورة الاسلامیة فی عام 1979 تشهد کل یوم وقوع عملیات تخریب و تحایلات مختلفة موجهة ضد طهران. وبالرغم من تسجیل التاریخ الایرانی للعدید من الحروب الدمویة واظهار العداء من قبل بعض الدول تجاه هذه البلاد لکن وخلال العقود الثلاثة الاخیرة، لمسنا احداثا تختلف اختلافا کبیرا مع ماضی هذا البلد. ان الدول التی کانت تعد ضمن دائرة اعداء ایران التاریخیین تحالفت مع بعضها وحتى تلک التی کانت تعد یوما رفیق الدرب تحولت فی آخر لحظة الى حلیف استراتیجی للعدو.
* البحرین انضمت الى السعودیة، المعروف عنها بانها عراب الدکتاتوریات العربیة لکی تتمکن من صیانة وجودها امام امواج الربیع العربی او الصحوة الاسلامیة. ان هذا الفعل وبغض النظر عن کامل العداء الذی تکنه البحرین لایران یظهر مدى ذلة وحماقة بلد یقوم بنفسه بتسلیم مفتاح خزائنه وبلاده وتقدیمها بیدیه الى بلد او شعب آخر. ان السعودیة ومن خلال هذا الفعل تکون قد استولت رسمیا على البحرین.
* الى جانب هؤلاء الاعداء هناک دول یعود الفضل فیما بحوزتها وما تمتلکه الى الطاف ایران لکنها فی نهایة المطاف کسرت القواعد لتثبت ان صداقتها لم تکن الا لتحصیل المنفعة. قبل بضعة اسابیع وقع رئیس الجمهوریة الافغانیة اتفاقیة استراتیجیة مع الولایات المتحدة. الاتفاقیة المشؤومة هذه تعزز رسمیا التواجد الامیرکی خلف حدود ایران الاسلامیة. ان هذه الخطوة التی اقدمت علیها کابول تعتبر نوعا من الخیانة للزاد والملح الذی تناولته على سفرة الایرانیین. لقد فتحت ایران احضانها لسنین مدیدة واستقبلت بحفاوة اللاجئین الافغان، او لم تعمل ایران وعلى مدى العقدین الاخیرین من الزمن على دعم استقرار السلام والدیمقراطیة فی هذه البلاد التی عانت الکثیر من اشد الویلات وهل برز منها ای قصور على هذا الصعید؟ الجواب على هذا السؤال طبعا هو "لا". اذن ما الذی تسبب بان تدیر کابول ظهرها لطهران؟ هل هو طریقة تعامل ایران خلال السنوات الاخیرة التی تسببت فی ان یتخیل بعض السیاسیین الجدد الاجانب بانهم اصبحوا یتبوأون مکانة مرموقة وهامة. بالتحدید وخلال الایام الحاسمة للانتخابات المشبوهة فی افغانستان وعلى الرغم من کافة الفساد الذی تعانی منه افغانستان، لا نجد دلیلا واضحا ولحد الان یبرر اسباب تهنئة ارفع منصب فی السلطة التنفیذیة فی ایران لحامد کرزای. ترى لو تمکن حینها عبد الله عبد الله ومن خلال منافسة کرزای وعقب الغاء الاصوات الباطلة من الفوز فی الانتخابات، ترى من کان حینها یمکنه الاجابة على هذا الهفوة الدبلوماسیة؟ ان الرجل ذو العباءة الافغانی والذی لا تزال هویته لحد الان موضع شک وتردید ، ترى هل تمکن من اثبات مدى صداقته لطهران بحیث لم یتمکن بعض مسؤولی البلاد من التخلی عن الامساک بیده ولو للحظة واحدة؟ ان صداقة کرزای تعتبر حفنة من نماذج بعض الاصدقاء الذین یسعون لتحصیل الحد الاقصى من المنفعة فی خضم الازمات التی یفتعلها الغرب لابراز العداء ضد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.

30349

رمز الخبر 182283