وقال جون برینان مجیبا على أسئلة وجهها إلیه أعضاء مجلس الشیوخ عن اسالیب الاستجواب القاسیة التی استخدمتها الاستخبارات المرکزیة الأمریکیة حین عمل فی إدارة الرئیس بوش الابن والتی حظرت فیما بعد قال:" أنا لم اتخذ أیة خطوات بغیة الکف عن اللجوء إلى هذه الأسالیب لأن إدارة هذا البرنامج کانت خارج صلاحیاتی".
وأشار برینان إلى أنه کان یعرب عن موقفه الشخصی السلبی من أسلوب "محاکاة الإغراق" وأسلوب خلع الملابس (التعریة) وغیرهما من الأسالیب. ووجه أعضاء اللجنة إلیه أیضا أسئلة فی موضوع استخدام الطائرات التی تعمل من دون طیار بغیة تصفیة أشخاص یتشبه بأنهم إرهابیون، علما أن برینان البالغ من العمر 57 سنة یعتبر من أهم معدی برنامج استخدام تلک الطائرات فی الصراع مع الإرهابیین فی إدارة باراک أوباما.
وبمجرد أن بدأ برینان فی رده على الأسئلة وتقدیم إیضاحات فی الموضوع حتى احتشد قبالة المبنى الذی عقدت فیه الجلسة متظاهرون یرددون شعارات مثل: "التعذیب إجراء خاطئ دائما" و"کفوا عن استخدام طائرات بلا طیار" مما أجبر مدیر الجلسة على إعلان توقف فیها.
وقال برینان إنه یؤید استخدام تلک الطائرات ضد أمریکیین انضموا إلى تنظیم "القاعدة" الإرهابی. وأوضح قائلا: "أی أمریکی فعل ذلک یجب أن یدرک أنه ینتقل إلى معسکر العدو، وأن الولایات المتحدة ستبذل کل ما فی وسعها من أجل تصفیة العدو لإنقاذ مواطنیها".
وکانت وسائل إعلام قد أفادت فی وقت سابق بأن الرئیس الأمریکی أصدر تعلیمات تفسر عملیة اتخاذ قرار بهذا الشأن.
وبحسب مساعدی أوباما فإن تصفیة أشخاص یشتبه بأنهم یمارسون الإرهاب فی دول مثل باکستان والیمن، بواسطة طائرات بلا طیار، لا تتعارض مع قوانین الولایات المتحدة حتى فی حال عدم توفر أدلة دقیقة لدى السلطات على تدبیر عملیات إرهابیة.
ویرى بعض أعضاء لجنة الاستخبارات أنه یتعین على البیت الأبیض أن یقدم إیضاحات دقیقة حول کیفیة اتخاذ قرارات تصفیة هذا الشخص أو ذاک. وتهمهم بصورة خاصو آلیة اتخاذ القرارات فی حال استهداف الطائرات بلا طیار لمواطن أمریکی مشتبه بإقامة اتصالات مع الإرهابیین. واهتم أعضاء مجلس الشیوخ أیضا بطبیعة الطرق التی تلجأ إلیها إدارة الولایات المتحدة لإثبات أن مواطنا أمریکیا یقیم خارج الولایات المتحدة یعتبر إرهابیا. کما إنهم یریدون أن یعرفوا ما إذا کان بالإمکان استخدام طائرات بلا طیار فی عملیات تصفیة إرهابیین فی أراضی الولایات المتحدة الأمریکیة وهل ستتاح لهم فرصة لتسلیم أنفسهم قبل الهجوم علیهم.
هناک حالة واحدة فقط لمقتل مواطن أمریکی نتیجة توجیه ضربة إلیه بواسطة طائرة بلا طیار حین تمت تصفیة أنور العولقی المتعاون مع تنظیم "القاعدة" عام 2011. واستخدمت خلال تلک العملیة طائرات بلا طیار کانت مرابطة فی قاعدة سریة واقعة فی السعودیة.
وأفادت وسائل إعلام فی نوفمبر/تشرین الثانی الماضی، بأن إدارة أوباما تقوم بوضع قواعد ولوائح تبرر ضربات فتاکة توجهها طائرات بلا طیار وتحدد ما هی أنواع تلک الطائرات والضربات.
ولفتت صحیفة "نیویورک تایمز" الأمریکیة إلى أن وزارة الدفاع ووکالة الاستخبارات المرکزیة طالبتا بحریة أکبر لدى توجیه ضربات بواسطة طائرات بلا طیار. فیما دعا ممثلو وزارة العدل ووزارة الخارجیة وجون برینان ضمنا إلى اتخاذ موقف أکثر حذرا من هذه المسألة.
مجلس الشیوخ الأمریکی یبحث إمکانیة نزع صفة السریة عن برنامج استخدام طائرات بلا طیار ضد الإرهابیین
طرحت دایان فاینشتاین رئیسة لجنة الاستخبارات فی مجلس الشیوخ الأمریکی فکرة نزع صفة السریة عن برنامج استخدام الطائرات بلا طیار لمکافة الإرهابیین. وقالت فی ردها على أسئلة وجهها إلیها الصحفیون إثر مناقشة مسألة تعیین برینان فی منصب رئیس وکالة الاستخبارات المرکزیة، إنه حان الوقت لنزع صفة السریة عن البرنامج والاعتراف بواقع توجیه ضربات إلى الإرهابیین وتقدیم صورة أکثر وضوحا حول عدد الضحایا الذین سقطوا فی صفوف السکان المدنیین.
وعلاوة على ذلک أفادت فاینشتاین بأنها تتعاون مع بعض الأعضاء فی مجلس الشیوخ فی طرح مبادرة قانونیة تقضی بتشکیل هیئة رقابة خاصة على استخدام الطائرات بلا طیار والضربات التی توجهها.
المصدر: وکالات روسیة + "روسیا الیوم"