ظریف ینتقد سیاسات البیت الأبیض فی الانسحاب من الاتفاق النووی والضغط علي أوروبا

انتقد وزیر الخارجیة الایرانی محمد جواد ظریف، بقوة سیاسات الأدارة الامریكیة بالانسحاب من الاتفاق النووی والضغط علي أوروبا لانتهاك الالتزامات المنصوص علیها فی قرار مجلس الأمن.

وفی كلمة له أمام مؤتمر میونیخ الأمنی الیوم الأحد، بدأ ظریف كلمته بالأشارة الي الذكري الأربعین لانتصار الثورة الإسلامیة وقال: خلال العامین الماضیین، كثفت الولایات المتحدة عدائها ضد إیران، وتوجت هذا العداء بانتهاك التزاماتها فی الاتفاق النووی، الذی لاقي تائیدا جماعیا من قبل أعضاء مجلس الأمن.

وأضاف أن امریكا تحاول الآن إجبار الآخرین علي انتهاك القرار.
وتطرق ظریف إلي اجتماع الأسبوع الماضی فی وارسو ببولندا، وقال إن مسئولی الحكومة الأمریكیة، أدانوا أوروبا فی اجتماع وارسو، وفی هذا الاجتماع یوم أمس، لتنفیذ تعهداتهم تجاه الاتفاق النووی.
وقال وزیر الخارجیة، إن امریكا لم تتقبل هذه الحقیقیة حتي الآن، أن إیران استخدمت حقها المشروع فی تقریر مصیرها. ولهذا السبب تركز عدائها منذ زمن طویل، وصارت إیران شغلها الشاغل ولازالت تواصل هذا العداء.
وقال وزیر الخارجیة الإیرانی، إن تشویه صورة بلدی، هی السیاسة التی استخدمها الرؤساء الأمیركیون السبعة السابقون، السیاسة التی اختبئت خلفها الحكومات الامریكیة المتعاقبة. كان علي أمریكا ان تتعامل مع هذا المرض الخبیث فی وقت أبكر من هذا، لأنه أصبح الیوم واحد من أعظم المخاطر، والذی یهدد حتي مصالحها الخاصة، وبالطبع السلام والأمن الدولیین.
و تابع ظریف: فی الاجتماع الأخیر فی وارسو والذی حضره 'أشخاص غیر مهتمین ومجبرین'، لام نائب الرئیس الامریكی ووزیر الخارجیة الأمریكیة، كلاهما عاتب أوروبا، لانها وفت بالتزاماتها فی الاتفاق النووی ونفذت قرار مجلس الأمن 2231 - بدون ان تحقق حتي نجاحا یذكر -.
بالأمس فی میونیخ، كرر نائب الرئیس الامریكی ' بنس' هذه المسخرة مرة أخري، قائلا إن أوروبا یجب أن تنضم إلي امیركا وتنتهك التزاماتها فی الاتفاق النووی بغض النظر عن أمنها. خطابه الذی یحض علي الكراهیة لإیران، وخاصة اتهامه الجاهل بانتساب معاداة السامیة، إلي ورثة أمة أطلق علیها المسیح فی التوراة تكریما لها لانقاذ الیهود، كلام سخیف، وفی الوقت ذاته خطیر.
وتابع ظریف قائلا : تزعم امریكا، ویردد البعض ورائها بأن إیران تتدخل فی المنطقة. لكن لم یسأل أحد قط بان هذه المنطقة لمن؟ ألقوا نظرة سریعة علي الخارطة، تجدون ان الجیش الأمریكی قطع 10 آلاف الكیلومترات لإنشاء قواعد له علي حدودنا. فی نفس الوقت، تقوم امریكا بنهب موارد المنطقة من خلال معادلات الأسلحة. ووفقاً لتقدیرات متحفظة، یبلغ إجمالی الإنفاق العسكری لدول الخلیج الفارسی 100 ملیار دولار هذا العام، وهو أعلي سبع مرات من إیران.
وتسائل وزیر الخارجیة : إذن، من الذی یصدر فی الحقیقة عدم الأمن والاستقرار الي المنطقة ؟ وما الذی یهدد المنطقة أكثر؟ الاعداد التی لا تحصي من الصواریخ المستخدمة لترویع الیمن؟ أو الصواریخ الدفاعیة الإیرانیة التی تستخدم فقط ضد داعش فی دفاعها المشروع عن نفسها؟
وتسائل ظریف ایضا: هل إیران هی التی تهدد بإبادة الآخرین، أم نتنیاهو - رئیس كل الكذابین - الذی یهدد بلادی بوضوح وهو یقف إلي جانب مصنعه لتصنیع القنبلة النوویة ؟
وقال ظریف : فی الواقع، تبدی المزید من الشعوب كل یوم، مواقفها الواضحة بشان هذه الحقیقة، أن امریكا هی الآن أكبر مصدر لزعزعة الاستقرار فی منطقتنا. واضاف : بینما نحن نجلس هنا، رفع أعضاء مجلس النواب العراقی مشروع قانون الي البرلمان بانسحاب القوات الأمریكیة من العراق، وبعد أكثر من 17 سنة من الهزیمة فی أفغانستان، تتفاوض الولایات المتحدة الآن مع طالبان للانسحاب من هذا البلد.
فی المقابل، وقوف إیران إلي جانب شعبی العراق وسوریا لمواجهة الإرهابیین، أسهم فی تدمیر داعش وبات البلدان یتمتعان بمستوي من السلام والاستقرار والذی حرما منه فی السنوات الأخیرة .
وقال ظریف: أنا جئت إلي میونیخ بعد محادثات سوتشی، هذه المدینة التی واصل الرئیس روحانی محادثاته مع نظیریه الروسی والتركی لتعزیز السلام فی سوریا. وفی وقت سابق، وخلال زیارتی إلي العراق وسوریا والتی استمرت سبعة أیام، تحدث مع القادة السیاسیین والشخصیات الاجتماعیة والاقتصادیة فی هذین البلدین لاجراء المشاریع المشتركة وللعمل معا لتعزیز الاستقرار وإرتقاء الفرص الاقتصادیة الثنائیة فی منطقتنا.
لكنه قال ان إدمان امیركا العداء ضد إیران عرض هذه الانتصارات التی تم تحقیقها بشق الأنفس، للخطر.
علي الجانب الآخر، لعب تنفیذ إیران الكامل للاتفاق النووی، والذی استمر رغم الانسحاب الامریكی، دورا رئیسیا فی الحد من التوتر وزیادة الاستقرار الإقلیمی والعالمی. لكنه قال إن إیران لا تستطیع لوحدها أن تدفع ثمن الإنجازات العالمیة، سواء كان الاتفاق النووی أو مكافحة تهریب المخدرات أو الاتجار بالبشر.
وأكد وزیر الخارجیة، إنه علي أوروبا أیضا الاستثمار فی هذا المجال. كثیرون فی العالم، وخاصة فی هذه القارة، یتحدثون بشكل جمیل عن التعددیة. ولكن الآن من الضروری أن یضعوا قدمهم فی اتجاه مختلف. علي سبیل المثال، یعد إنشاء INTEX أقل بكثیر من التزامات الدول الأوروبیة الثلاث لإنقاذ الاتفاق النووی.
واضاف ظریف : فی الوقت الذی أظهرنا اهتمامنا بالتعامل، الإ إننا لا نعتمد علي الآخرین من أجل أمننا واستقرارنا ونمونا وتقدمنا. نحن نعتمد فقط علي أمتنا. ولهذا السبب لم تتمكن أبدا الضغوط الامریكیة منذ 40 عاما، بما فی ذلك تشویه صورة إیران والحرب والحظر والاغتیالات - بما فی ذلك الهجوم الإرهابی الوحشی الذی وقع یوم الأربعاء فی بلدی بدعم من الخارج - لم تتمكن قط من اركاع الشعب الإیرانی، أو التأثیر علي منطق صنع القرار للشعب الإیرانی.

رمز الخبر 189166

تعليقك

You are replying to: .
4 + 10 =