على ترامب ، الذي وصف مادورو بانه "رجل صلب" ، وهو حقا كذلك ، ووصف فنزويلا بانها "مستنقع اجنبي" يجب تجنبه ، وهي التي تقع بالقرب من امريكا ، وفي فنائها الخلفي ، عليه ان يتجرد للحظات من تأثير بولتون، ويفكر بمسؤولية ما ستؤول اليه حال امريكا اذا ما ورطها بولتون في مغامرة عسكرية مع بلد اقليمي كبير ، يبعد عن بلاده الاف الكيلومترات ، مثل ايران.
اذا كان ترامب يرى في السياسات التدخلية لبولتون في فنزويلا ، محاولات يقودها بولتون لجره إلى الحرب ، ترى كيف ينظر ترامب الى السياسة الامريكية التي تتبلور ضد ايران ، تحت تاثير "الفريق باء" ، مثل الخروج من الاتفاق النووي ، ومحاولات تصفير صادرات النفط الايراني ، وادراج حرس الثورة الاسلامية على لائحة الارهاب الامريكية ، الى جانب مجموعة العقوبات الامريكية الاحادية الجانب ضد ايران ، واخيرا ارسال حاملة طائرات وقاذفات من طراز "بي 52" ، الى منطقة الشرق الاوسط ؟، اليست محاولات في غاية الخطورة لجر امريكا الى مواجهة عسكرية مع ايران؟ ، الم يدر في خلد ترامب ، ان كل النار من مستصغر الشرر ؟!، يكفي خطا غير مقصود ، ان يدخل منطقة الشرق الاوسط ، في اتون حرب لا يعلم تداعياتها على العالم ، الا الله ؟ ، خاصة ان "الفريق باء" سيتكفل بحدوث مثل هذا "الخطأ".
على ترامب ان يتخلص من المهووس بولتون ، الذي نبذته كل الادارات الامريكية السابقة ، التي ورط بعضها في حروب عبثية وحاول توريط اخرى ، قبل فوات الاوان ، ولكن مع هذا يبدو ان شبح الطرد يلاحق بولتون هذه المرة ايضا ، فهذه اسبوعية "تايم" الامريكية كشفت على موقعها الالكتروني ، عن قلق يساور مسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركية بسبب تصرفات مستشار الأمن القومي جون بولتون، ولسعيه لدفع واشنطن وطهران لخيار الحرب ، فيما نقلت وكالة رويترز للانباء عن ترامب قوله ، "ان اداء بولتون جيد ولكن لا بد من السيطرة عليه وعلى تطرفه " ، وهي عبارات طالما رددها ترامب قبل عزل العديد من مسؤولي ادارته السابقين ، عندما يخرج الخلاف بينه وبينهم الى العلن.
تعليقك