٠ Persons
١٠ يوليو ٢٠١٩ - ١٥:٣٨
المصيدة التي نصبها ترامب لاوروبا

من خلال التطورات التي تتعلق بالاتفاق النووي فان ترامب يتقدم خطوة بعد اخرى لحذف اوروبا من معادلة علاقات الغرب مع ايران. وياتي كل ذلك في الوقت الذي تعي اوروبا جيدا انه وفي حال نشوب صراع في المنطقة فأنها ستتحمل العبء الاكبر من الخسائر مما سيضعفها اكثر من ذي قبل.

قام ترامب خلال العاميين الماضيين من وصوله الى الرئاسة الامريكية بالكثير منه الخروج من المعاهدات الدولية وتحقير الرموز والقادة في اوروبا من انجيلا ميركل الى تيريزا ماي وايمانوئل ماكرون واثبت ان احدى اهم اهدافه الاصلية في الشرق الاوسط هي حذف الاتحاد الاوروبي من معادلات العالم وحرمانها من الطاقة والتجارة في منطقة غرب اسيا.

فهو (ترامب) هاجم ماكرون في باريس بسبب اطروحته تاسيس جيش اوروبي وهو من مشجعي انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي لانه يعرف جيدا ان الانسحاب سيكون بداية لتفكيكه.

لهذا فمن المتوقع ان يكون حذف الاتحاد الاوروبي من معادلات المنطقة، نهايتها , وياتي ذلك في الوقت الذي يسعى الاتحاد ان يكون لاعبا اصليا في الاتفاق النووي وان يكون مستقلا عن امريكا وان يثبت للعالم انه لاعب مؤثر في المتغيرات الدولية.

ولهذا السبب فأن اوروبا اعتبرت الحضور الاقليمي لايران خلال الاعوام ۲۰۱۳-۲۰۱۸ يتناغم مع مصالحها في الوقت الذي كانت امريكا وحلفائها يقومون بدعم وتنمية المجاميع الارهابية امثال داعش والقاعدة في محاولة منهم مواجهة ايران بشكل مباشر.

وفيما يتعلق بأهمية دور ايران الاقليمي يجب الاشارة الى تصريحات وزير خارجية لكسمبورغ الى صحيفة "فولت ام زونتاغ" الالمانية، محذرا الاوروبين انه وفي حال نشوب صراع بين ايران وافغانستان فأن اكثر من ثلاثة ملايين افغاني في ايران سيغادرون الى اوروبا عن طريق تركيا.

ان ترامب بخروجه من الاتفاق النووي غيّر جميع المعادلات وبسبب ضعف القوى الاوروبية امام الدولار واللوبي اليهودي جعل من الاتفاق معادلة معقدة بالنسبة لاوروبا . فهو قام بالكثير لحذف الدول الاوروبية من معادلات المنطقة والعالم حيث تجاهلهم في مؤتمر وارسو الامني والحد من المساعي الاوروبية لحفظ الاتفاق النووي بعرقلة تفعيلها الآلية المالية (اينستكس) مع ايران .

مع كل هذا فيعتقد المحللون السياسيون ان تكون زيارة مستشار ماكرون لطهران المقررة اليوم الاربعاء تحمل معها حلولا لتقليل التوتر واخراج اوروبا من مأزقها ومنعها من الوقوع في المصيدة التي نصبها ترامب لها.

رمز الخبر 189866

تعليقك

You are replying to: .
2 + 1 =