صالحي : صون التعددية الدولية يعتمد على التصدي للسلوك الامريكي المخرب

حذر مساعد رئيس الجمهورية، رئيس منظمة الطاقة النووي الايرانية "علي اكبر صالحي" من محاولات الادارة الامريكية للقضاء على الاتفاق النووي بوصفه احد اهم انجازات التعددية الدولية في اطار اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية؛ مؤكدا ان السبيل الوحيد لصون هذه التعددية يكمن في وقف السلوك الامريكي المخرب.

جاء ذلك في تصريحات "صالحي" خلال اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي عقد اليوم الاثنين عبر الفضاء الافتراضي.
واكد رئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية، على استعداد طهران للتعاون مع المجتمع الدولي، من اجل اعادة سيادة الدبلوماسية ونهج التعددية الى صلب العلاقات الدولية.  
وفي معرض الاشارة الى الظروف العسيرة الناجمة عن جائحة كورونا، اكد صالحي انه في ظل هذه الظروف التي تعاني منها كافة الدول الاعضاء بوكالة الطاقة الذرية، ينبغي على المجتمع الدولي ان لا يقف متفرجا قبال تخريب نظام التعددية الذي يشكل هيكلية المنظمة الاممية.   
وتابع القول : لقد بات واضحا مدى الضغوط التي تفرض اليوم على المنظمات الدولية من جانب بعض الدول؛ مبينا ان الوكالة الدولية للطلاقة الذرية ليست مستثناة من هذه القاعدة.
وفي جانب اخر من تصريحاته خلال الاجتماع، اكد صالحي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية اظهرتا هنا في فيينا اكبر نسبة من الذكاء حول مصالحما المستدامة، وذلك انطلاقا من هذه الرؤية ان تحقيق المصالح المشتركة رهن بالتعاون المتبادل وبعيدا عن اي تدخل خارجي.   
كما تطرق الى تصويت 13 دولة مجموع 15 عضوا في مجلس الامن الدولي على رفض مشروع قرار واشنطن لتمديد الحظر التسليحي ضد ايران لكونه يتعارض بنحو سافر مع القرار الدولي 2231؛ معربا عن ارتياحه من ان اعضاء مجلس الامن اظهروا من خلال قرارهم الصائب هذا، بانهم لن يساوموا على هذه الانجازات تاثرا بتهديد احد الاعضاء فقط.
واكد مساعد رئيس الجمهورية : انه ينبغي على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان تبرهن في اطار تعهدات الدول قبال اتفاق الضمانات والبروتوكول الاضافي، على عزيمتها بعدم التساوم حول نهج الحيادية والاستقلال والمهنية، نزولا الى بعض الرغبات غير الحكيمة وقصيرة الامد.  
ولفت صالحي، الى ان 22 بالمئة من اجمالي عمليات التفنيش التي نفذتها الوكالة الدولية خلال العام 2019 على صعيد العالم، جرت في ايران؛ مضيفا انه رغم ظروف كورونا العصيبة، لكن الارضية كانت متاحة للوكالة الدولية من اجل التاكد حول سلمية النشاطات النووية في ايران.
كما قدم شرحا حول اخر المستجدات بشان الاتفاق النووي، قائلا : رغم الاجماع الدولي القائم حول ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي الذي شكل نقلة حقيقة في تاريخ التعددية وانجازا دبلوماسيا كبيرا، لكن انسحاب امريكا اللاقانوني وضع هذا الاتفاق امام طريق مسدود.
وفيما شدد على مسؤولية الدول جميعا في الحفاظ على الاتفاق النووي، صرح رئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية ان الاتحاد الاوروبي ولاسيما ثلاثي (بريطانيا وفرنسا والمانيا) يضطلع بمسؤولية هامة في هذا الخصوص، لاسيما تنفيذ كامل التزاماته وبشكل مؤثر.
واستطرد : ان حفظ الاتفاق النووي يعتمد على تنفيذ مفاده بنحو متوازن وتام بين كافة الاطراف المشاركة فيه؛ مبينا ان الخطوات التي اتخذتها ايران جاءت في اطار البندين 26 و36 وبهدف اعادة التوازن الى هذا الاتفاق ايضا.
كما نوه الى تركيز الجمهورية الاسلامية على حماية السلامة النووية، وهي تعمد في هذا السياق الى انشاء مركز متطور للسلامة النووية (NSC) داخل البلاد.
وتطرق مساعد رئيس الجمهورية الى التهديدات السيبرانية من جانب بعض المغرضين التي طالت المعدات التقنية في ايران، وعلى سبيل المثال حادث الانفجار الاخير في موقع الشهيد احمدي روشن (نظنز) النووي؛ قائلا : كما اعلنا سابقا كان ذلك نتيجة عمل مخرب وبما يلزم التنديد به من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الاعضاء.
وشدد على ان ايران تحتفظ بحقها في اتخاذ كافة الاجراءات حفاظا على منشآتها، والرد اللازم على اي تهديد تتعرض اليه؛ مردفا في السياق ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مصممة على مواصلة السير باتجاه الاستخدام السلمي للتقنية النووية في شتى المجالات الزراعية والصحية والصناعية كما الاستمرار في انتاج الطاقة الكهربائية.
صالحي طالب الوكالة الدولية ان تقوم في سياق الحفاظ على نهجها الحيادي والمستقل، بتفتيش النشاطات النووية السعودية من دون اي شروط؛ مبينا اذا كانت السعودية وراء الحصول على برنامج نووي سلمي، اذن ينبغي عليها الالتزام بالشفافية والسماح لمفتشي الوكالة الدولية القيام بمهامهم للتاكد من سلمية هذه النشاطات.
كما لفت الى ان "اسرائيل" ماتزال لم تنضم الى عضوية اتفاقية الحد من الانتشار النووي وتصر دوما على الامتناع عن الاتزام باتفاق الضمانات؛ مؤكدا ان ذلك يقتضي موقفا محايدا ومهنيا من جانب الوكالة الدولية، لان هذا الكيان اصبح مصدرا للفلتان الامني في المنطقة وتهديد السلام والامن في العالم، وينبغي عليه التخلي عن اسلحة الدمار الشامل والالتحاق من دون اي شرط الى اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية.
علما ان اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لنسخته الرابعة والستين،  بدا اعماله اليوم الاثنين (21 ايلول / سبتبمر) بفيينا.  ويشارك في هذا الاجتماع، ممثلون وسفراء وكبار المسؤولين تمثيلا لـ 171 دولة من اعضاء الوكالة الدولية بشكل حضوري وعبر الفضاء الافتراضي مع رعاية كامل البروتوكولات الصحية .
 

رمز الخبر 191500

تعليقك

You are replying to: .
1 + 10 =