واضاف عراقجي، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين في القاهرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي : نحن اتفقنا على استمرار المباحثات والمشاورات السياسية بنحو منتظم ومتواصل بين البلدين.
واشار الى، ان "إيران ومصر بلدان اقليميان كبيران، ويتمتعان بتاريخ طويل وحضارة عريقة ومتجذرة؛ بما يتيح لهما ان يضطلعا بدور هام لارساء السلام والأمن والتنمية والتقدم في المنطقة".
وصرح وزير الخارجية الايراني : هذا الوضع يدل على الارادة الحازمة عند القادة الايرانيين والمصريين في توسيع العلاقات والمشاورات السياسية والتعاون الاقتصادي والسياسي بكافة المجالات.
وتابع قائلا : نحن عازمون على تنمية هذه الاواصر فيما بيننا، كما تباحثنا حول السبل الكفيلة بإزالة التحديات؛ مبينا، انه "لا توجد حاليا أي عقبة في العلاقات بين مصر وإيران، وهناك بعض العراقيل التي ستزال قريبا".
ومضى عراقجي الى القول : من الممكن أن يحدث ذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ أن مسار تطوير العلاقات بين البلدين مفتوح وأكثر وضوحًا من أي وقت مضى، وقد اتفقنا على استمرار الحوار السياسي الثنائي بشكل منتظم ومستديم، بالإضافة إلى تعزيز المشاورات السياسية المستمرة؛ كما توافقنا بشأن زيادة حجم التبادل التجاري، والبدء في توسيع التعاون السياحي، مما يعزز فرص النمو والتقارب المتبادل.
وفي اشارة الى المباحثات التي اجراها مع وزير خارجية مصر حول القضايا الاقليمية بما في ذلك الوضع الفلسطيني، قال : نحن اكدنا ضرورة التصدي لجرائم الكيان الصهيوني، ودعمنا لحقوق الشعب في غزة وفلسطين.
كما اشاد بجهود مصر وقطر الهادفة الى ارساء وقف اطلاق النار في قطاع غزة، مصرحا : ايران تطالب بوقف النار عاجلا ومستداما في الضفة الغربية وغزة.
وعلى صعيد اخر تطرق وزير الخارجية الايراني الى نص المقترح الامريكي الاخير، وقال : سنبعث قريبا الرد المناسب على عناصر المشروع التي طرحتها امريكا؛ مبينا ان هذا الرد قائم على اسس ومبادئ ومصالح الجمهورية الاسلامية، وسيحافظ على حقوق الشعب الايراني.
واردف عراقجي : في حال عدم احترام (حق) ايران في التخصيب، فلن يكون هناك اي اتفاق على الاطلاق.
وفي اشارة الى التهديد باستخدام "الية الزناد"، اعرب وزير الخارجية الايراني عن امله بان لا ترتكب الدول الاوروبية هذا الخطأ، مصرحا : ستكون سياسة خاطئة تظاف الى الازمات الراهنة؛ وانني متيقن بإمكانية التوصل الى حلول افضل والحؤول دون تفاقم الازمات من خلال انتهاج الدبلوماسية.
وعن المفاوضات غير المباشرة بين ايران وامريكا، قال عراقجي : ان جمهورية ايران الاسلامية تمتلك برنامجا نوويا سلميا بامتياز؛ ونحن واثقون تماما بشان سلمية هذا البرنامج، كما نؤكد على استعدادنا لمشاركة هذا الاطمئنان مع اي طرف او مجموعة، وليس في حوزتنا ما نخفيه في هذا الصدد، برنامجنا النووي شفاف وسلمي تماما، كما أن موضوع تخصيب اليورانيوم يُتابَع في الإطار ذاته.
وفي الصعيد نفسه، اكد وزير الخارجية الايراني : انه إنجاز علمي كبير تحقق بفضل جهود العلماء الإيرانيين، وقد دفع الشعب الإيراني ثمناً باهظاً من اجل التوصل اليه؛ ومن بين هذه التضحيات تجدر الاشارة الى شهداء العلم والعلماء الذين قدموا حياتهم في هذا الطريق؛ الامر الذي يشير بوضوح الى عزيمة الشعب الإيراني وتفانيه في مسار التقدم والازدهار.
واضاف : ان هذه المفخرة العلمية تشكل حقًا مشروعًا للشعب الإيراني، وقد اعتمدته القواعد الدولية ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) ايضا.
ولفت عراقجي إلى، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سبق وان قدمت ضمانات كاملة ووافية بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي؛ مستدركا، "لذلك فإن الحظر الظالم المفروض على الشعب الإيراني لا يمكن القبول به"، مؤكدا على أن "إيران تطالب برفع هذا الحظر فورا".
كما عبَّر عن بالغ الشكر لموقف الحكومة المصرية الداعم لمسار المفاوضات النووية، وايضا دعمها للمباحثات الثنائية بين إيران والدول الإقليمية؛ قائلا : إن هذه المشاورات قائمة، حيث سيواصل ممثلو الجمهورية الإسلامية زياراتهم إلى دول المنطقة لوضعها في مستجدات المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
واشار رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني، بأن الجمهورية الإسلامية، جنبًا إلى جنب مع مصر، كانت في طليعة الدول التي طرحت فكرة إنشاء منطقة عارية عن الأسلحة النووية في الشرق الأوسط؛ مردفا ان كلا البلدين قدما اقتراحات ومبادرات دولية بارزة في هذا المجال، مشددًا على أن الموقف المبدئي الايراني لا يزال داعمًا لهذه الفكرة، وأنها تعمل على تحقيقها.
واكد وزير الخارجية الايراني، بأن الكيان الوحيد الذي يمتلك الأسلحة النووية ويهدد باستخدامها علنًا هو الكيان "الإسرائيلي"؛ مبينا بأنه خلال الحرب على غزة، صدرت تهديدات مباشرة على لسان مسؤولين "إسرائيليين" حول استخدام الأسلحة النووية ضد سكان القطاع، إلا أن الغرب تجاهل هذه التهديدات، بينما فرض المزيد من الضغوط على إيران، رغم أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية.
ومضى عراقجي الى القول : إن الغاية الحقيقية وراء هذه السياسات، هي منع إيران ودول المنطقة من اكتساب المعرفة العلمية والإنجازات التقنية، وإبقائها في حالة التخلف، بينما يدعم الغرب كيانا يمتلك السلاح النووي ويرتكب انتهاكات جسيمة بحق الإنسانية. وعلى الرغم من هذه السياسات الانتقائية، فإن إيران ستواصل مفاوضاتها لضمان حقوقها والدفاع عنها.
واكد على أن الفتوى الصادرة عن قائد الثورة الاسلامية بتحريم استخدام الأسلحة النووية، هي الأساس الذي تستند إليه سياسة إيران وعقيدتها، مشددا بالقول : ليعلم الجميع بأن المبادئ الدينية في الجمهورية الإسلامية تعلو كل شيئ، وان إيران تلتزم بهذه الفتوى تماما، كما أثبتت ذلك عمليًا.
وحول لقائه في القاهرة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافائيل غروسي"، اوضح وزير الخارجية بأنه ناقش مع الاخير، احدث التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني؛ مؤكدا بأن الوكالة يجب أن تحافظ على استقلالها وألا تخضع لضغوط بعض الدول الغربية التي تسعى إلى استغلالها لتشديد التوتر مع إيران؛ وتطلع بأن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفادي الوقوع في هذا الفخ.
تعليقك