جاء ذلك في كلمة عراقجي خلال اجتماع مجلس حقوق الانسان بمدينة جنيف اليوم الجمعة.
واضاف : انني وزير خارجية ايران، البلد المنادي بالسلام ووارث احد اعرق الحضارات الانسانية، نظرا لدوره كبير في بناء الحضارة والثقافة والسلوك الانساني؛ مبينا ان هذا الشعب اليوم يتعرض لتحرك عدواني مشين من قبل كيان يمارس جرائم الابادة الجماعية المهولة لاكثر من عامين في فلسطين، كما يحتل اراضي دول جارة.
وتابع وزير الخارجية الايراني : انني اقف اليوم امام منظمة معتبرة، لكي اذكّر بأن اي عضو ومراقب في مجلس حقوق الانسان يتحمل مسؤولية قانونية واخلاقية قبال هذا الانتهاك الفاضح للعدالة؛ لقد بدا الكيان الصهيوني عدوانا على ايران، مما يشكل نقضا للبند الرابع من المادة رقم 2 لميثاق الامم المتحدة، وتحديّا متهورا على حساب كافة المبادئ والمعايير التي يرتكز عليها هذا المجلس.
يتبع ...** ح ع
وصرح : انها حرب ظالمة فرضت على الشعب الايراني منذ يوم الجمعة 13 حزيران / يونيو؛ الحرب التي تمارس خلالها "اسرائيل" حزمة من العمليات اللاقانونية والاجرامية بحق العسكريين بينما كانوا خارج نطاق مهامهم، واساتذة الجامعات والناس الاعتياديين.
واوضح وزير الخارجية : لقد سقط المئات من المواطنين بين شهيد وجريح، اثر الهجمات المتتالية والمباغتة والعمليات الارهابية التي نفذتها "اسرائيل" على الاحياء السكنية والبنى التحتية العامة والمشافي والمراكز الطبية وحتى وزارة الخارجية في ايران.
ومضى الى القول : كما ان منشآتنا النووية السلمية، استهدفت، رغم انها تخضع لكامل الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع ان الهجوم على هكذا منشآت محظور بامتياز وفق القانون الدولي.
وصرح رئيس السلك الدبلوماسي في ايران : ان استهداف المنشآت النووية يعد جريمة حرب كبرى؛ لا سيما وانه يترتب على ذلك خطر وقوع كارثة بيئية وتعريض السلامة العامة لخطر تسرب المواد الاشعاعية.
وتابع مخاطبا الحضور : ايران باعتبارها واحدة من الدول المؤسسة لنظام الامم المتحدة، تتوقع بشكل صحيح ان يقف كل واحد منكم الى جانب العدالة وسيادة القانون والثوابت الانسانية والاخلاقية؛ ان ايران تواجه عدوانا وحشيا، وذلك بناء على لحقيقة واضحة ينبغي ان لا يتم قلبها بفعل "اسرائيل" وحلفائها.
وشدد وزير الخارجية الايراني قائلا : نحن نتحمل مسؤولية الدفاع بكل اقتدار عن وحدة اراضينا وسيادتنا الوطنية والامنية؛ وهو حق تم الاعتراف به صراحة، في المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة.
واصاف : إن السلام وسيادة القانون يتعرضان لتهديد خطير من جراء العدوان "الإسرائيلي" غير القانوني على إيران؛ مبينا ان الكيان الصهيوني يرتكب حاليا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإن الحقوق الانسانية الدولية التي تقوضت بالفعل اثر جرائم "إسرائيل" المتواصلة في فلسطين المحتلة ومناطق اخرى، تتعرض اليوم لتهديد أكبر مع انتهاك هذا الكيان الصارخ لاتفاقيات جنيف - عام ١٩٤٩م.
وتابع : نحن تعرضنا للهجوم في خضم عملية دبلوماسية، حيث كان من المفترض أن نلتقي بالأمريكيين في 15 يونيو/حزيران من اجل التوصل إلى اتفاق واعد للغاية في سياق حل سلمي للقضايا الملفقة ذات الصلة ببرنامجنا النووي السلمي؛ مؤكدا بان هذا العدوان شكل خيانة بحق الدبلوماسية وضربة لم يسبق لها نظير لأسس القانون الدولي ومنظومة الأمم المتحدة.
وصرح عراقجي مخاطبا الحضور في اجتماع مجلس حقوق الانسان بجنيف ايضا : دعوني أكون واضحًا، إذا أردنا استخدام الأنظمة والآليات المكلفة التي اعتمدناها على مدى العقود الثمانية الماضية لحماية حقوق الإنسان وكرامته، فالآن هو الوقت المناسب؛ نحن بحاجة إلى التحرك، وإلا فإن منظومة القانون الدولي القائمة ستتعرض برمتها الى تآكل خطير.
واستطرد : إنها لحظة تاريخية بالنسبة للحضارة الإنسانية؛ فحين يواجه شعب حضاري حربا ظالمة وعدوانية، يتعين على العالم، وكل حكوم ومؤسسة وآلية، أن ينتفض وتتحرك لوقف المعتدي، ووضع حد لظاهرة الإفلات من العقاب، وتحاسب مرتكبي هذه الجرائم التي لانهاية لها في منطقتنا.
وختم وزير الخارجية الايراني كلمته قائلا : هذا تصريح يصدر عن شخص كرّس جل حياته من اجل الحوار والدبلوماسية، ولكنه في الوقت نفسه يعدّ من المحاربين المتبقين من فترة الحرب التي فرضها نظام صدام البائد، ويعرف كيف يدافع عن وطنه الحبيب.
تعليقك