زيارة ماس لطهران.. بداية لخطوات عملية اوروبية أو خطوة استعراضية؟!

وصل وزير الخارجية الالماني هايكو ماس، اليوم الاثنين الى طهران حيث اجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف .

وقال ظريف في مقابلة صحفية مشتركة مع نظيره الالماني بعد مباحثات معه استغرقت نحو ساعة أن محادثاته مع ماس ركزت على خفض التوتر في المنطقة، والحفاظ على الاتفاق النووي مؤكدا إن ايران ترحب بأي حوار إقليمي بين دول المنطقة معتبرا الحرب الاقتصادية الأميركية على ايران سببا في تصعيد التوتر فيما شدد ماس على ان موقف ألمانيا وفرنسا وبريطانيا هو الحفاظ على الاتفاق النووي.

واضاف ظريف : لا نبدأ بالحرب ولكن من يبدأها ضدنا لن يكون هو من سينهيها.. نرحب باي حوار اقليمي بين دول المنطقة، امريكا اعلنت الحرب الاقتصادية ضد ايران وهي حرب خطرة جدا للمنطقة والعالم والنظام الدولي. السبيل الوحيد لخفض التوتر هو وقف هذه الحرب".

واكد ان ايران تدافع عن حقوق شعبها بنفس المستوى الذي تفي فيه بالتزاماتها الدولية .. ان لنا هدفا مشتركا مع اوروبا والمانيا وهو الحيلولة دون التوتر في المنطقة وحصول ايران على مصالحها وفقا للاتفاق النووي.

واضاف، ان ايران مسؤولة عن الدفاع عن حقوق شعبها كما تفي بالتزاماتها وان احد هذه الحقوق هو ما ورد في المادة 36 من الاتفاق النووي.

وتابع ظريف : اننا مستعدون لمواصلة او وقف اجراءاتنا (في اطار البند 36 من الاتفاق النووي) حسب الاجراءات التي يقوم بها الطرف الاخر في الاتفاق النووي.

وصرح ، لقد قلت لصديقي بان ما تتوقعه ايران هو حفظ وتنفيذ الاتفاق النووي، ولفتُ انظار الاصدقاء الاوروبيين للمواد من 1 الى 3 من الملحق الثاني للاتفاق النووي وكذلك بيانات اللجنة المشتركة على مستوى الوزراء والمساعدين والتي عقدت بعد خروج اميركا من الاتفاق النووي والالتزامات التي تعهدوا بها.

وفي الرد على سؤال لمراسل صحيفة "شبيغل" حول طلب اميركا واوروبا التباحث مع ايران حول برنامجها الصاروخي والمنطقة قال، انه وفيما يتعلق بالقضايا التي تطرحها اميركا واوروبا هنالك نقطتان؛ الاولى ان هنالك اتفاقا جاء ثمرة لعامين من المفاوضات المكثفة و 12 عاما من العمل الدبلوماسي، فهل نفذوا هذا الاتفاق ليطلبوا التفاوض حول قضايا اخرى، فليثبتوا اولا فائدة الاتفاق مع اميركا ومن ثم ليتوقعوا البحث في اتفاق اخر.

وتابع وزير الخارجية الايراني، ان النقطة الثانية هي انه من المسؤول عن زعزعة الامن في المنطقة، هل نحن من زوّد صدام بالسلاح ودعم القاعدة وسجن رئيس وزراء لبنان ودعم داعش وجبهة النصرة في سوريا او الاسلحة الاميركية التي وضعت تحت تصرفهم عبر السعودية، هل نحن من وهب القدس والجولان المحتلتين لاخرين وهل نحن نثير الاعمال الشريرة في ليبيا والسودان ؟ لو كان من المقرر البحث عن السلوك المثير للتوتر في المنطقة فعلى الاخرين ان يجيبوا على ذلك، علما بان هنالك فرقا اخر بيننا وبين الاخرين وهو اننا متواجدون في المنطقة منذ 7 الاف عام فمن اين اتى الاخرون.

وحول محادثاته التي اجراها اليوم مع نظيره الالماني بشان خفض التوتر في المنطقة قال، لقد اجرينا محادثات جيدة جدا مع ماس حول خفض التوتر في المنطقة، ان المحادثات الاقليمية هي مقترح ايران الدائم ونشعر بالسرور لدعمها من قبل ماس وان مقترحنا لتاسيس منتدى الحوار الاقليمي مازال مطروحا على الطاولة الا ان التوتر الجديد في منطقتنا يعود الى الحرب الاقتصادية الاميركية ضد ايران والتي اعلنها ترامب.

واعتبر ان السبيل الوحيد لخفض التوتر في المنطقة هو وقف الحرب الاقتصادية واضاف، لا يمكن التوقع بان تكون الحرب الاقتصادية جارية ضد الشعب الايراني فيما يكون الذين اطلقوا هذه الحرب ويدعمونها في امان. اننا نعتقد بان المانيا واوروبا يمكنهما اداء دور مهم لوقف هذه الحرب ونحن نرحب بهذا الدور.

وحول زيارة رئيس وزراء اليابان المرتقبة الى ايران، اشار ظريف الى علاقات الصداقة التي تربط البلدين منذ 4 عقود، وتوقع بان تجري محادثات معه خلال الزيارة .

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الالماني هايكو ماس أن تصعيد التوترات في المنطقة لايصب في مصلحة أحد ، مضيفا إن الدخول في حوار وتبادل وجهات النظر يعد ضروريا للغاية خلال الظروف الجارية.

واشار الى جولته في المنطقة، موضحا: أنه اطلع خلال لقاءاته في المنطقة بأن لاأحد يريد تصعيد التوتر في المنطقة وأحمل رسالة الى ايران من المنطقة حول هذا الموضوع.

ولفت الى الاتفاق النووي، مبيناً: إن محادثات مركزة قد أجريت حول هذا الموضوع واسلوب استمرار الاتفاق وان مواقف البلدان الاوروبية الثلاثة (المانيا بريطانيا وفرنسا) يتمثل بدعم الاتفاق النووي ونحن لانستطيع تحقيق معجزة لكننا نسعى للحفاظ عليه.

وردا على سؤال قال ماس: إن المانيا ماتزال تدعم الاتفاق النووي وتعتقد أن التوصل له كان صحيحاً لكن انسحاب اميركا أدى الى عدم تحقق المصالح الاقتصادية لايران.

ولفت الى ان بلاده تسعى مع البلدان الاوروبية الاخرى الى تسهيل التبادل التجاري مع ايران وتنفيذ التعهدات عبر "اينستكس" (القناة المالية الاوروبية) من قبل الشركات الاوروبية الناشطة في ايران.

وتاتي هذه الزيارة في مرحلة مفصلية من عمر الاتفاق النووي في خضم التلاطمات السياسية وعلى اعتاب زيارة تاريخية لرئيس الوزراء الياباني الى طهران الاربعاء ولا تفصلها سوى اقل من 30يوما لنهاية الفرصة المتبقية امام الاوروبيين والتي منحتها ايران لهم لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه والا فان طهران ستبدا المرحلة الثانية من خفض التزاماتها بالاتفاق النووي.

وعلى الصعيد ذاته اكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "يوكيا امانو" ان التعهدات النووية الايرانية في اطار القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي انجاز هام في سياق التاكد من سلمية الانشطة النووية؛ متطلعا الى العثور على آليات لخفض التوترات الراهنة عبر الحوار.

زيارة ماس لطهران.. بداية لخطوات عملية اوروبية أو خطوة استعراضية؟!

جاء ذلك في كلمة ادلى بها امانو اليوم الاثنين خلال افتتاح الاجتماع الدوري لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

واكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان الوكالة تواصل برامجها للتاكد في اطار اتفاق الضمانات من صحة عدم تحريف الانشطة النووية الايرانية المعلنة عن مسارها السلمي.

ولفت امانو الى ان تقريره الاخير حول المراقبة والتاكد من سلمية الانشطة النووية في ايران وفقا للقرار 2231 تضمن نشاطات الوكالة الدولية خلال الاشهر الاخيرة في هذا البلد.

كما تطرق الى قرار المجلس الاعلى للامن القومي الايراني في 8 ايار /مايو حول تعليق بعض الاجراءات من جانب طهران فيما يخص الاتفاق النووي؛ داعيا الجمهورية الاسلامية الى مواصلة التزامها بكامل التعهدات النووية.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اكد في احدث تقاريره حول الاتفاق النووي الذي نشر الجمعة 31 ايار / مايو الماضي وعقب اعلان طهران الرد بالمثل على نقض العهود الامريكية، اكد للكرّة تاييده بشان التزام الجمهورية الاسلامية الايرانية بكافة التعهدات في اطار هذا الاتفاق.

علما ان الاجتماع الدوري لمجلس الحكام التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدا اعماله اليوم الاثنين في فيينا ويستمر لغاية يوم الجمعة القادم؛ وسيبحث ضمن محاوره التقرير الصادر مؤخرا عن الوكالة حول مواصلة ايران في الوفاء بتعهداتها وفقا للاتفاق النووي وذلك رغم نقض العهود من جانب الاطراف الاخرى لهذا الاتفاق.

من جانب اخر وصف المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي السياسة الاميركية تجاه ايران، بانها خادعة ومرفوضة.

وخلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي اليوم الاثنين، فيما اذا كان طرح الحكومة الاميركية مسالة التفاوض من دون شروط تراجعا ام تكتيكا جديدا قال موسوي، ان ايران لا تعير اهمية لمثل هذه التصريحات والتحركات المتعرجة اذ ان ما تراه ايران هو الحد الاقصى من الضغوط والارهاب الاقتصادي الى جانب الحرب النفسية التي اطلقوها ضد ايران.

واضاف، اننا نشهد الان سياسة خادعة متزامنة مع طرح موضوع التفاوض والحد الاقصى من الضغوط الاقتصادية وهو امر مرفوض بالنسبة لايران كدولة مستقلة وقوية وملتزمة بالقانون ونحن نفكر بمثل هذه التصريحات حينما تكون مترافقة مع اجراءات عملية وتغيير في المنهج.

واكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية بان ايران لا تعير اهمية لمثل هذه التصريحات وطلبات التفاوض بشروط او بدون شروط ما لم تؤد عمليا الى خفض آلام ومعاناة الشعب الايراني الناجمة عن الضغوط غير القانونية والممنهجة التي تقوم بها الحكومة الاميركية.

زيارة ماس لطهران.. بداية لخطوات عملية اوروبية أو خطوة استعراضية؟!

واضاف موسوي، لقد كان المتوقع من اوروبا خاصة الدول الثلاث الاعضاء في الاتفاق النووي ان تفي بالتزاماتها في اطار الاتفاق لكننا شهدنا للاسف إما انهم لم يريدوا وإما لم يتمكنوا.

واضاف، اننا لم نشهد لغاية الان خطوة عملية خاصة توفر مطالبنا وتقنعنا من جانب اوروبا والاعضاء الاوروبيين في الاتفاق النووي وما قاموا به لغاية الان لم يرضنا. ونحن لم نعقد الكثير من الامل على اينستكس (الالية المالية الاوروبية للتجارة مع ايران).

وفيما يتعلق بزيارة رئيس الوزراء الياباني الى طهران، اشار الى ان للبلدين هواجس تجاه القضايا الاقليمية والدولية واعرب عن امله بان يتم التوصل الى اتفاقيات ثنائية جيدة خلال الزيارة واضاف، انني لا استخدم مصطلح "الوساطة" لكننا مستعدون لسماع وجهات نظر اصدقائنا.

واكد بانه لو كانت نوايا الغرب حسنة فليقفوا امام الارهاب الاقتصادي ضد ايران وليعملوا على تطبيع العلاقات التجارية معها وقال بشان مهلة الستين يوما التي حددتها ايران للاطراف الاخرى في الاتفاق النووي للعمل بتعهداتها قال، لو راينا عدم تنفيذ اجراءات عملية وملموسة واستمرار الارهاب الاقتصادي سنعمل على اتخاذ الخطوة الثانية بقوة.

وبشان تصريحات وزير الخارجية الالماني الذي صرح بانه سيعلن في طهران معارضته للبرنامج الصاروخي الايراني قال، ان المسؤولين الالمان والاوروبيين ليسوا في موقع يؤهلهم لتحديد شروط لايران، فايران وشعوب المنطقة هي التي تطالبهم وتحمل الهواجس تجاه ممارساتهم.

واضاف، ان ايران قلقة من عدم التزام الاوروبيين بالاتفاق النووي وبيعهم اسلحة الدمار الشامل، وهم لا يحق لهم وليسوا في موقع يعربون فيه عن القلق تجاه قضايا خارج الاتفاق النووي.

وتعول طهران على موقف اوروبي متبوعا بخطوات عملية فيما يبدو الموقف الاوروبي حتى اللحظة ضبابيا ما بين الالتزام بالاتفاقات الدولية او الانصياع للارادة الامريكية غير المحسوبة.

رمز الخبر 189679

تعليقك

You are replying to: .
2 + 1 =