وافاد موقع "العهد الاخباري" انه في كلمة له خلال المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيّد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد السيد نصر الله أنَّ "ثقافة الشهادة هي ثقافة حياة وصانعة حياة، وهي ليست ثقافة إسلامية فقط، بل هي ثقافة دينية وهي مقتضى الفطرة الإنسانية"، مشيرًا إلى أنّ "من يعادي ثقافة المقاومة يتناقض مع فطرته وغريزته" و"من يستخدم السلاح ليرعب الناس ينطبق عليه المفسد في الأرض".
ولفت السيد نصر الله إلى أنّه "من يعبّر عن ثقافة الحياة، هو من يقاوم ويصمد ويجاهد، ويقف في وجه الاحتلال والمشروع الأميركي والصهيوني في المنطقة، وهذه الثقافة التي ندعو إليها"، مؤكّدًا أنّنا "لم نعتدِ على أحد بل أميركا هي التي اعتدت على شعوب منطقتنا و"إسرائيل" تعتدي على شعوبنا".
وأشار سماحته إلى أنّ "الشعب الفيتنامي استطاع أن يستعيد أرضه، والانتصار كان بالمقاومة والصبر وبالتضامن"، وكذلك "الصين بين سنتي 1937 و1945 عندما احتلتها اليابان فقاوم الشعب الصيني وقدّم الملايين، ولو بقي الشعب الصيني خانعًا، كان اليوم تحت الاحتلال، وأسوأ من دول العالم الثالث بينما هو قوة عظمى في العالم".
وأردف سماحته "نحن من خلال المقاومة ننتمي إلى ثقافة الحياة الحقيقية التي نرى فيها أن المقاومة تصنع الحياة وتشكّل عامل ردع وحماية حقيقية والشهادة كذلك، وشهداء اليوم في كلّ المنطقة هم شهداء صنّاع نصرٍ، وصنّاع حياة، فيما أميركا هي التي تنشر ثقافة الموت"، مشيرًا إلى أنّ "المقاومة في لبنان هي التي حرّرت الأرض وحافظت على الكرامة والخيرات"، فيما "عندما نأتي إلى لبنان نجد البعض يقول عن ثقافة المقاومة إنها ثقافة موت".
وأوضح السيد نصر الله "استُخدمت أدبيات قبيحة للإساءة إلى المقاومة من بينها استخدام مصطلح "جهاد النكاح" وكلّ ذلك كان مقصودًا لإبعاد الناس عن المقاومة"، وأضاف: "بدأت في الغرب بعد العام 2000 حملة قوية على المستويات الثقافية والإعلامية وغيرها باستهداف كلّ ما يتصل بالمقاومة إلى حد أن تصبح كلمة جهاد كلمة سلبية".
السيد نصر الله لفت إلى أن ثقافة الحياة تتمثل "بالعلم وبالتكنولوجيا والتطوير العلمي، وبالأمن الغذائي والصحي وبالتأكيد على سنّة الزواج، وبتكوين العائلة وكلّ ما يرتبط بتكوينها، والحث على الإنجاب، بينما ثقافة الحياة الثانية في الغرب تحدثنا عن عدم الإنجاب والغرب يعاني من هذه السياسة".
وأضاف سماحته "ثقافة الحياة تتمثل أيضًا بالتعامل داخل العائلة بالمودة والرحمة وحسن العشرة واستحباب التوسعة على العيال، وصلة الرحم، والعلاقة مع الجيران، واحترام الآخرين، والعمل والكد، وكسب الرزق الحلال، وإدخال البهجة إلى قلوب الناس، وتجاوز الأنانية للتفكير بالآخرين بحياتهم وبمعيشتهم، أما التفكير بطريقة "أنا وحزبي وعائلتي وبعدي الطوفان"، فلا يعتبر ثقافة إنسانية".
تعليقك