٠ Persons
١٥ أكتوبر ٢٠١٢ - ١٠:٣٦

سامی جواد کاظم


 

 

ان المعاییر التی تعتمدها امریکا فی تصنیف المنظمات بین الارهابیة وغیر الارهابیة هی بعینها التی تعتمدها الامم المتحدة فی النظر الى قضایا العالم فهی ترى بالعین العوراء سوریا ولا ترى درع الجزیرة ماذا یجرم فی البحرین وهی ترى ترسانة ایران العسکریة ولا ترى ترسانة اسرائیل ، نفس المعاییر اعتمدتها امریکا فی تقییم منظمة ارهابیی خلق الایرانیة ، لماذا اعتبرتها امریکا ارهابیة ولماذا براتها ؟ فالارهاب یعنی الاجرام وهذا یعنی ان هذه المنظمة اقدمت على اعمال اجرامیة ، ومن هو الضحیة لاعمالها هل هی امریکا ام العراق وایران ؟ وطالما ان المتضرر العراق فلا یحق لامریکا ان تکون الناطقة باسم ضحایا العراق نعم یحق لها العبث بالضحایا الایرانیین لاغراض سیاسیة لا تعرف المنطق والحق، ویحق لها ان تعبث بارواح الامریکیین الذین سقطوا على ید منظمة خلق الارهابیة ولکن بالنسبة للعراق لا یحق لها ذلک ، مسالة حذف هذه المنظمة من الارهاب ام لا هذا لایهم ولا یؤثر على مکانتها الاجرامیة لدى المتضررین منها ولدى المنصفین الذین یتابعون ارهاب هذه المنظمة ، ولکن الذی یهم هو ان ما بعد حذفها من المنظمات الارهابیة ماذا ستقدم لها امریکا وکیف ستتعامل معها مستقبلا ؟ ان قرارها هذا الذی جاء فی هذا الوقت هو دلیل على فشل سیاستها اتجاه ایران ولهذا اعتمدت هذه الورقة الملطخة بدماء الابریاء . وطالما ان امریکا اعتبرتها غیر ارهابیة فلماذا لا تتقبل تواجدها على ارضها او على ارض احد حلفائها فی المنطقة ؟
فهل سیاتی الیوم الذی تحذف اسم القاعدة من المنظمات الارهابیة ؟ نعم سیاتی هذا الیوم فی حالتین ،الاولى، لو لا سمح الله تمکنت العناصر الارهابیة فی سوریا من تحقیق ماربها فعندها تصبح القاعدة منظمة مسالمة ، الثانیة، لو تطلب الامر لان یفوز احد المرشحین للرئاسة فی امریکا ان یتعامل ایجابیا وعلنا ولیس سرا کما هو الحال مع القاعدة حسب رای السیناتورات الامریکیة لغرض قبول ترشیح هذا الرئیس او ذاک فعندها یتم الاعلان عن اعتبار منظمة القاعدة منظمة انسانیة وبشکل علنی وتبریر الاعلان هو السیاسة الامریکیة المزدوجة فی المنطقة
لم یسبق لبلد استهتر بالقیم الاخلاقیة البشریة مثل ما استهترت امریکا ومن تبعها من قبل بعض الاقزام ومنهم ترکیا التی باتت تتخبط فی کثیر من قراراتها ساعدها على ذلک العبث الموجود فی المنطقة مع الاسناد القطری والسعودی لها والذی على وشک الانهیار قریبا باذن الله لان التجارب اثبتت ان السحر ینقلب على الساحر فی اخر المطاف ، کما انقلب طاغیة العراق على الکویت.
هذه المنظمة لو حقا کان طریقها مستقیم لما قبلت ان تکون ورقة بید طاغیة العراق ، ولو کانت مستقیمة لکان لها وجود حال سقوط الشاه فی ایران ولکننا نعلم علم الیقین ان السیاسة الامریکیة تعتمد خلق قوى معارضة لمن لا یؤیدها لیکون الوجه الکریه لتنفیذ اجندة امریکا ومنظمة خلق من هذا القبیل ، فبالامس کان ابن لادن هو المدعوم امریکیا فی افغانستان ضد روسیا الان والاتحاد السوفیتی سابقا ومن بعدها اصبح الحجة لتدمیر افغانستان وبعد احتلال افغانستان بدواعی ملاحقة ابن لادن جاء مقتله ان صح اسلوب مقتله بعملیة بسیطة لم یتطلب قرار من الامم المتحدة بل تواطوء حکومة باکستان معه ولم تحتل دولة ولم یسقط ضحایا کما هو الحال فی افغانستان.

 

رمز الخبر 183416