اکد قائد الثورة الاسلامیة فی ایران آیة الله السید علی خامنئی ان امیرکا والصهیونیة یسعون الى ایقاع الفتنة بین المذاهب الاسلامیة والى مؤامرات التخویف من الشیعة او من السنة لیحولوا دون وحدة الامة الاسلامیة.

 

 

وقال آیة الله خامنئی فی ندائه الى حجاج بیت الله الحرام الذی تلی الیوم الخمیس فی صعید عرفات خلال مراسم البراءة من المشرکین، ان امیرکا والصهیونیة وبمساعدة عملائهم فی المنطقة یخلقون الازمات فی سوریا لصرف اذهان الشعوب عن القضایا المهمة فی بلدانهم وعن الاخطار المحدقة بهم واکد ان الانتقام من الحکومة السوریة یاتی بسبب وقوفها خلال ثلاثة عقود بوجه الصهاینة الغاصبین ودفاعها عن فصائل المقاومة فی فلسطین ولبنان مشددا على وقوف ایران الى جانب الشعب السوری وحکومته.

وقال آیة الله خامنئی فی ندائه، ان الاعدء وبمساعدة عملائهم فی المنطقة یخلقون الازمات فی سوریا کی یصرفوا اذهان الشعوب عن القضایا الهامة لبلدانهم وعن الاخطار المحدقة بهم، ویوجهوا الانظار نحو الحوادث الدمویة التی اوجدوها عمدا بانفسهم، واضاف بان الحرب الداخلیة فی سوریا ومذابح الشباب المسلم بید بعضهم جریمة بدات على ید امیرکا والصهیونیة ومن یتبعهما من حکومات ولایزالون ینفخون فی نیرانها.
وقال قائد الثورة: نحن نساند الشعب السوری ونعارض ای تحرک وتدخل اجنبی فی هذا البلد، مضیفا ان ای اصلاح فی سوریا یجب ان یتحقق بید شعبها دون غیره وبالیات وطنیة بحتة.
والیکم نص نداء قائد الثورة الإسلامیة:
الحمد لله رب العالمین وصلوات الله وسلامه على الرسول الاعظم الامین وعلى آله المطهرین المنتجبین وصحبه المیامین.
حل موسم الحج طافحا بالرحمة والبرکة وجعل الفیض الالهی ثانیة فی متناول السعداء الذین حظوا بشرف الحضور فی هذا المیعاد المنیر . الزمان والمکان هنا یدعوانکم ایها الحجیج فردا فردا للرقی المعنوی والمادی . المسلمون رجالا ونساء یلبون هنا بقلوبهم والسنتهم دعوة رب العالمین الى الصلاح والفلاح . وکلهم هنا یجدون فرصة ممارسة الاخوة والمساواة والتقوى . هنا مدرسة التربیة والتعلیم ، ومعرض وحدة الامة الاسلامیة وعظمتها وتنوعها وساحة مقارعة الشیطان والطاغوت .
هذا المکان جعله الله الحکیم والقدیر مقرا یشهد المؤمنون فیه منافعهم ، وحین نفتح عین العقل والاعتبار ، فان هذا الوعد السماوی یستوعب ابعاد حیاتنا الفردیة والاجتماعیة کلها . خصوصیة شعائر الحج تتمثل فی مزجها بین الدنیا والاخرة ، ودمجها بین الفرد والمجتمع .
الکعبة المجللة البساطة والعظمة ، وطواف الاجسام والقلوب حول محور راسخ وابدی والسعی المستمر والمنظم بین مبدأ ومنتهى والنفیر العام الى عرصات قیامة عرفات والمشعر ، وما یضفی ذلک المحشر العظیم من صفاء وطراوة على القلوب ، والهجوم العام لمواجهة رموز الشیطان ، ثم الحرکة الجماعیة الموحدة ، من کل مکان ، ومن کل لون وکل شکل فی تلک المناسک الملیئة بالرموز والاسرار ، والطافحة بالمعانی ومؤشرات الهدایة .. کل تلک خصائص تنفرد بها هذه الفریضة المفعمة بالمفاهیم والمضامین .
مثل هذه المراسم هی التی تربط  القلوب بذکر الله ، وتنیر خلوة قلب الانسان بنور التقوى والایمان ، وتنزع الفرد من حصار ذاتیته وتذیبه فی الجموع المتنوعة للامة الاسلامیة . وهی ایضا تلبسه لباس التقوى الذی یحفظ الارواح من السهام السامة للذنوب ، وتثیر فیه کذلک روح مهاجمة الشیاطین والطواغیت . نعم ، فی هذا المکان یرى الحاج بام عینیه نموذجا من الساحة الواسعة للامة الاسلامیة ، ویتفهم مالها من طاقات وامکانات ، ویعقد الامل عندها على المستقبل ، ویشعر بالاستعداد للنهوض بدور فاعل ، وکذلک لو ناله توفیق الله وعونه یجدد البیعة من النبی العظیم ، ویعقد میثاقا مستحکما مع الاسلام العزیز ، ویخلق فی داخله عزما راسخا لاصلاح نفسه وامته واعلاء کلمة الاسلام الحبیب .
هاتان الفریضتان :ای اصلاح النفس واصلاح الامة دائمتان لایعتریهما تعطیل ، والسبیل الیهما لایصعب على اهل التدبر والتامل بامعانهم النظر فی الواجبات الدینیة ، وبالاستعانة بالتعقل والبصیرة .
اصلاح النفس یبدا من مقارعة الاهواء الشیطانیة ، والسعی لاجتناب الذنوب . واصلاح الامة یتم بمعرفة العدو ومخططاته ، والجهاد لابطال مفعول ضرباته ومکائده واعماله والعدوانیة ، ومن ثم بتلاحم القلوب والایدی والالسن لکل المسلمین والشعوب الاسلامیة .
فی هذه الفترة الزمنیة ، واحدة من اهم مسائل العالم الاسلامی ذات الصلة بمصیر الامة الاسلامیة هی الحوادث الثوریة فی شمال افریقیا والمنطقة التی ادت الى الاطاحة بعدد من الانظمة الفاسدة المطیعة لامیرکا والمتواطئة مع الصهیونیة ، وزلزلت مایماثلها من انظمة اخرى .
ولو فوت المسلمون هذه الفرص العظیمة على انفسهم ولم یستثمروها فی اصلاح الامة الاسلامیة فانهم سینالون الخسران المبین . ان جمیع مساعی الاستکبار المعتدی والمتامر انما بذل الیوم لحرف مسارات هذه الحرکات الاسلامیة العظمى .
فی هذه الانتفاضات الکبرى ، ثار المسلمون رجالا ونساء بوجه استبداد الحکام والسیطرة الامیرکیة التی جرت الى اهانة الشعوب واذلالها والى التحالف مع النظام الصهیونی المجرم . هؤلاء راوا فی الاسلام وتعالیمه وشعاراته التحرریة عامل انقاذ لهم فی هذه المواجهة بین الموت والحیاة ، واعلنوا ذلک بصوت معبر . انهم وضعوا مسالة الدفاع عن الشعب الفلسطینی المظلوم ومقارعة الکیان الغاصب فی راس قائمة مطالبهم ومدوا ید الاخوة الى الشعوب المسلمة وطالبوا باتحاد الامة الاسلامیة .
ان هذه هی القواعد الاساسیة لنهضات الشعوب فی البلدان التی رفعت خلال العامین الماضیین رایة الحریة والاصلاح ، وتواجد الناس خلالها بالجسم والروح فی ساحات الثورة ، هی من شانها ان ترسخ القواعد الاساسیة لاصلاح الامة  الاسلامیة الکبرى . الثبات على هذه المبادىء الاساسیة شرط لازم لتحقیق النصر النهائی للنهضات الشعبیة فی هذه البلدان .
ان العدو یستهدف زعزعة  هذه القواعد الاصلیة بالذات . عملاء امیرکا والناتو والصهیونیة الفاسدون یسعون عبر استغلال بعض الحالات الغفلة والسطحیة الى دفع حرکة الشباب المسلم الهادرة الى الانحراف واثارة صراع بینهم باسم الاسلام ، وتبدیل الجهاد المعادی للاستعمار والصهیونیة الى عملیات ارهابیة عمیاء هنا وهناک فی مناطق العالم الاسلامی ، کی یراق دم المسلم بید المسلم وبذلک ینجو اعداء الاسلام من مازقهم ویظهروا الاسلام والمجاهدین بمظهر کریه سیء .
ان هؤلاء بعد ان یئسوا من حذف الاسلام والشعارات الاسلامیة عمدوا الى ایقاع الفتنة بین المذاهب الاسلامیة والى مؤامرات التخویف من الشیعة ، او من السنة لیحولوا دون اتحاد الامة الاسلامیة .
هؤلاء بمساعدة عملائهم فی المنطقة یخلقون الازمات فی سوریا کی یصرفوا اذهان الشعوب عن القضایا الهامة لبلدانهم وعن الاخطار المحدقة بهم ، ویوجهوا الانظار نحو الحوادث الدمویة التی اوجدوها عمدا بانفسهم .
الحرب الداخلیة فی سوریا ومذابح الشباب المسلم بید بعضهم جریمة بدات على ید امیرکا والصهیونیة ومن یتبعهما من حکومات ولایزالون ینفخون فی نیرانها .
ترى من الذی یمکنه ان یصدق ان الحکومات الداعمة للدکتاتوریات السوداء فی مصر وتونس ولیبیا تدعم الیوم مطلب الشعب السوری فی الدیمقراطیة ؟ . قصة سوریا هی قصة الانتقام من حکومة وقفت لوحدها خلال ثلاثة عقود بوجه الصهاینة الغاصبین ودافعت عن فصائل المقاومة فی فلسطین ولبنان .
نحن نساند الشعب السوری ونعارض ای تحرک وتدخل اجنبی فی هذا البلد . ای اصلاح فی سوریا یجب ان یتحقق بید شعبها دون غیره وبالیات وطنیة بحتة .
انه لخطر جاد ان یعمد الطامعون الدولیون بمساعدة الحکومات الاقلیمیة المنبطحة الى خلق ازمة فی بلد بذریعة من الذرائع ، ثم یجیزون لانفسهم ان یرتکبوا کل جریمة فی ذلک البلد بذریعة وجود الازمة . واذا لم تهتم بلدان المنطقة بمعالجة هذا الخطر فلابد ان تنتظر مجیء دورها فی هذه الخدیعة الاستکباریة .
ایها الاخوة والاخوات :
موسم الحج فرصة تامل وتعمق فی القضایا الهامة للعالم الاسلامی . مصیر ثورات المنطقة والمحاولات التی تبذلها القوى المهزومة امام هذه الثورات لسوقها نحو الانحراف هی من هذه القضایا . المخططات الخیانیة لبث الخلافات بین المسلمین وخلق سوء الظن بین البلدان الناهضة والجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ، وقضیة فلسطین والسعی لفرض العزلة على المناضلین واطفاء شعلة الجهاد الفلسطینی والدعوات المعادیة للاسلام من قبل الحکومات الغربیة ومساندتها للمسیئین الى المقام القدسی للنبی الاعظم صلى الله علیه واله ، والتمهید للحروب الداخلیة ، وتقسیم بعض البلدان الاسلامیة وارعاب الحکومات والشعوب الثوریة من معارضة قوى الهیمنة الغربیة واشاعة الاوهام  القاضیة بان المستقبل رهین الاستسلام امام المعتدین .. والمسائل المهمة والحیویة الاخرى من هذا القبیل هی فی عداد القضایا الهامة التی یجب التامل والتعمق فیها خلال فرصة الحج وفی ظل تالف قلوبکم وانسجامکم انتم یاحجاج بیت الله الحرام .
فالهدایة والنصرة الالهیة سوف تفتح طرق الامن والسلام امام المؤمنین المجاهدین دون شک ( والذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا ) .
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
سید علی خامنئی          
 

رمز الخبر 183512