اکد رئیس لجنة الصداقة البرلمانیة الکویتیة الایرانیة النائب الکویتی السابق احمد عبدالمحسن الملیفی اهمیة زیارته والوفد المرافق له للعاصمة الایرانیة طهران فی هذه المرحلة التی تمر بها الامة الاسلامیة والامة العربیة من حراک سیاسی وحراک مجتمعی وکذلک الهجمة الخارجیة على الامتین.

 

 

واشار الملیفی فی لقاء خاص مع قناة العالم الاخباریة تم بثها الیوم الاربعاء الى لقاءاته مع رئیس البرلمان الایرانی علی لاریجانی وکذلک مع وزیر الخارجیة الایرانی علی اکبر صالحی واهداف زیارته الى طهران وقال : ان زیارتنا فی هذه المرحلة التی تمر بها امتنا الاسلامیة وامتنا العربیة من حراک سیاسی وحراک مجتمعی وکذلک الهجمة الخارجیة علینا فهی مهمة جدا ومن المهم جدا التباحث وجها لوجه ومن المهم جدا ان نضع کل الامور على طاولة البحث لکی نستطیع ان نحقق اکبر قدر ممکن من الفائدة من خلال هذا الحراک السیاسی ومن خلال مشارکة شعبیة اعمق تکون اکثر فاعلیة فی ترشید القرار السیاسی ، ولاشک بان زیارة ایران کدولة لها مکانتها ولها تاثیرها فی کل مایحدث فی المنطقة وبالتالی فان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لایمکن تجاوزها فیما یحدث على الساحة السیاسیة فی العالم حولنا وفی المنطقة .

واشار "اننا استطعنا خلال هذه الزیارة ان نناقش بکل وضوح وشفافیة القضایا الثنائیة والقضایا المطروحة فی المنطقة واعتقد اننا وجدنا انفسنا باننا نقف فی منطقة مشترکة وهی اننا ننبذ العنف وننبذ استخدام القوة او التهدید باستخدام القوة ، فنحن نتحدث عن الحوار ومناقشة کل القضایا ولیس خطأ او عیبا ان تکون هناک مشاکل بین الجیران وهذا محدود ویحدث بین العائلة الواحدة وبین الدولة الواحدة لکن الخطأ هو ان لانناقش هذه المسائل وان نقفز منها الى مشاکل اخرى وهنا کان منطق الحوار فی حل هذه القضایا والوصول دائما الى منطق وسط واعتقد انها واحدة من القضایا الوسط التی وصلنا الیها من خلال نقاشنا مع المسؤولین فی ایران."

العلاقات الکویتیة الایرانیة
وحول بقاء العلاقات الایرانیة الکویتیة متینة رغم وجود بعض التوتر فی علاقات ایران مع دول فی الخلیج الفارسی قال الملیفی : ان العلاقات الایرانیة الکویتیة هی علاقات عمیقة وتاریخیة وقدیمة وذات ابعاد کثیرة فنحن یجمعنا الدین وتجمعنا العلاقات الاجتماعیة والنسب وتجمعنا کذلک العلاقات التاریخیة والاقتصادیة وبالتالی فان مثل هذه العلاقات تواجه بعض المحطات وخلافات فی تاریخ مرورها لکن تبقى هذه الخلافات عبارة عن نقاط صغیرة فی سجل تاریخ طویل جدا لا یمکن ان تؤثر فیها .
وتابع: نحن فی الکویت نثمن موقف الجمهوریة الاسلامیة اثناء الغزو العراقی للکویت وبالتالی موقف الجمهوریة الاسلامیة بدعم الحق الکویتی ورفض الغزو العراقی الصدامی البعثی على الکویت وهذا موقف لن ینساه الکویتیون ، فی الحقیقة مهما حدثت من خلافات ونحن کقیادة رسمیة وکحکومة الکویت وکشعب کویتی ونحن نمثل البرلمان الکویتی لدینا القدرة لان نفصل بین الاستراتیجیة فی العلاقة بین جار مسلم وقوی مثل ایران وبین ما یحدث من خلافات وان الخلافات نضعها فی حدودها ونناقشها فی حدودها دون ان تؤثر على مجمل العلاقات بصورة عامة بیننا وبین اخواننا واشقائنا فی الجمهوریة الاسلامیة ولذلک بهذا التفکیر وبهذه الرؤیة وبهذه الروحیة التی نحن نعیشها ککویتیین ویعیشها اخواننا فی ایران استطعنا ان نتجاوز الکثیر من المطبات والکثیر من الازمات فی الطریق وقد بقیت هذه العلاقة قویة وقد بلغت مستمرة ولاتنقطع .

الموقف الکویتی من احداث سوریا
وفیما یتعلق بموضوع سوریا وتأثیر ذلک على العلاقات بین ضفتی الخلیج الفارسی وکیفیة العمل المشترک بین ایران وباقی الدول العربیة وخاصة دول الخلیج الفارسی من اجل التوصل الى حل سلمی للازمة السوریة بما یمکن من تحقیق مطالب الشعب السوری مع النأی بسوریا من التدخلات الاجنبیة قال : ان ما یحصل فی سوریا امر محزن وامر مؤلم ان یکون جزء من الوطن العربی یعیش فی مثل هذه الحالة وان المتضرر فی النهایة هو الشعب الذی یعیش الان خارج وطنه مشردا ولاجئا .
وتابع: ان ما یحزننا ایضا ان یحصل هذا الشیء لسوریا الذی هو وطن کان فی المواجهة مع العدو الصهیونی وان ینشغل فی مشاکله الداخلیة وهذا یهمنا جمیعا وانه بالتالی فان رؤیتنا مع اخوتنا فی الجمهوریة الاسلامیة قریبة من بعضها کثیرا لانه یجب ان یکون هناک حوار ویجب ان یکون هناک اصلاحات داخلیة فی سوریا لکی یأخذ الشعب حقه ویأخذ دوره فی المشارکة فی اتخاذ القرار وکذلک رفض التدخل الخارجی والاجنبی.
واضاف: اعتقد ان الخروج من هذه الازمة لیس بمزید من العنف وانما بمزید من الحوار حتى تستطیع سوریا ویستطیع الشعب السوری ان یخرج من هذه الازمة باقل الاضرار واکثر المنافع .

الدور الکویتی فی ترطیب العلاقات الایرانیة السعودیة
وفیما یتعلق بعلاقات ایران مع السعودیة والدور الذی یمکن للکویت ان تلعبها فی ترطیب هذه العلاقات بین ایران والسعودیة وایران ودول مجلس التعاون فی الخلیج الفارسی قال : ان زیارتنا لم تکن فقط لتعزیز العلاقة بین الکویت وایران او بین البرلمان الکویتی والبرلمان الایرانی ونحن نرید ان لا تکون ثمار علاقتنا الثنائیة على البلدین وانما على المنطقة ککل ونحن کبرلمانیین الذین نمثل الشعوب ویهمنا استقرار المنطقة لدینا طموح بان تکون هذه العلاقة مفتاح لتقویة العلاقة وازالة کل بوادر الخلاف او ای سوء فهم بین کل المنطقة ککل ونرید ان نکون طرفا مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی حل القضایا عن طریق الحوار وفی الحقیقة سمعنا کلاما طیبا جدا من وزیر الخارجیة الایرانی وکان کلاما طیبا جدا وقد ابدى استعداده شخصیا لان یذهب لحل القضایا المطروحة کالسعودیة وسوریا والامارات والبحرین کذلک وقد سمعنا رؤیة ایجابیة ورؤیة منفتحة واستعدادا کاملا لحل مثل هذه القضایا من خلال الحوار والنقاش لحلها حتى نزیل هذه الخلافات ونتطلع الى المستقبل .
وتابع: نحن لانرید ان نعیش فی حاضرنا ونتطلع الى الماضی ونحلم بمستقبل آمن لهذه المنطقة خاصة ونحن فی منطقة الخلیج عندنا امکانیات کبیرة وثروات بشریة ومادیة وتراث کبیر جدا واعتقد اذا اخرجنا المنطقة من هذا الصفیح الساخن وبدأنا نتفرغ الى التنمیة الحقیقیة نعتقد باننا نستطیع ان نحقق تنمیة ومستقبلا باهرا لشعوب هذه المنطقة وللمنطقة کلها ونستطیع ان ننافس دولا کبیرة جدا خاصة ونحن فی عصر العولمة ولم یعد للکیانات الصغیرة تأثیر حقیقی خاصة فی الجانب الاقتصادی کالکیانات الکبیرة التی تستطیع ان تنافس الآخرین.
واضاف : نحن قادرون على التغلب على المشاکل وان عوامل التعاون بیننا وعوامل الاتفاق کثیرة جدا ولو قدمناها لم نجد الوقت حتى نتحدث عما نختلف عنه ونحن فعلا کنا متفقین حول حل قضایانا بالحوار الحضاری والحوار الاخوی واعتقد اننا سنستطیع ان نخرج من هذه الازمة ومن عنق الزجاجة هذه على امل ان یحقق المستقبل ان شاء الله الخیر والتنمیة لشعوب المنطقة خاصة ونحن قلقون من قضایا بدأت تبرز مثل التطرف الدینی والطرح العنصری والطرح الطائفی من کل الاطراف وهذا فی الحقیقة امر خطیر جدا ومقلق وان ما یحدث من طروحات من هذا النوع یقلقنا لانه لایتفق مع الاسلام .

الفتنة الطائفیة فی المنطقة
وحول الفتنة الطائفیة التی تضرب دولا وشعوبا فی المنطقة وتاثر الکویت التی لدیها خلیط من الشیعة والسنة بها وکیفیة امتصاص خطر هذه الفتنة الطائفیة والمذهبیة قال : انا اعتقد ان هناک اکثر من اداة واکثر من وسیلة لکنها تاخذ وقتا فیجب تربیة الجیل القادم باحترام الرأی الآخر وعدم اقصاء الرأی الآخر والتعایش مع الرأی الآخر وانا اعتقد عندما نخلق جیلا یجب ان نتفرغ للتربیة والثقافة ویجب ان نعلم ان ثقافة المجتمع هو احترام الرأی الآخر واحترام الانسان بانسانیته والقدرة على التعایش مع الرأی الآخر اضافة الى تحقیق العدالة والمساواة فی کل مجتمع .
وتابع: یجب على الانسان سواء کان مواطنا او مقیما ان یأخذ حقوقه بعیدا عن التمترس بطائفیته او بقبیلته او بعائلته او بعرقه ویجب تحقیق العدالة ومحاربة الفساد بکل اشکاله فهذا یجعل الانسان یلتف حول مؤسسة الدولة ولیس مؤسسة الطائفة والقبیلة والعرق بل یلتف حول مؤسسة الدولة ویحمیها .
واضاف : علینا نحن کمفکرین وکسیاسیین وکقادة ان لانستخدم هذا الخطاب لتحقیق المزید من الشعبویة او حل قضایا اخرى لان هذا الخطاب یتلقاه الانسان البسیط ویؤثر فیه تأثیرا کبیرا جدا ویجعله قوة کبیرة جدا یصعب بعد ذلک التحکم فیها ونحن کقادة وکمثقفین مسؤولین ان لانستخدم هذا الخطاب الطائفی سواء للهروب من مشاکل فشلنا نحن فی حلها ونذهب الى هذه المسائل لاشغال الناس بها او لتحقیق المزید من الشعبویة حتى على مستوى الانتخابات المحلیة وان هذا سیؤثر على العلاقات السیاسیة والدولیة بین الدول الاخرى .
وتابع : انا على یقین بان الخطاب العرقی والطائفی یقسم مجتمعاتنا الى جزر صغیرة وهذا اخطر خطاب واخطر تقسیم لانه ینطلق من العقیدة والثقافة والقیم واذا الانسان انطلق من عقیدة خاطئة وفکر خاطئ فمن الصعب جدا ان تصلحه وبالتالی علینا مهمة کبیرة جدا بان لا نتکلم عن واقع بل نحلم بالمستقبل ونتعایش کاخوة وکمتحابین واذا اختلفنا تکون لخلافاتنا حدود لانخرج عنها بحیث لاندمر بعضنا البعض ولایصعد بعضنا على حطام الآخر او لایفکر بان یصعد على حطام الآخر .
وحول مسؤولیة علماء الدین وخاصة بعد قیام بعض علماء الدین المتشددین بتبنی خطاب متشدد یکفر الطرف الآخر ما یغذی الفتنة الطائفیة والمذهبیة فی المنطقة وکیفیة اصلاح هذا الوضع قال : کما قلت لک ان هذا مسؤولیة جماعیة على القادة السیاسیین وعلى المفکرین وعلى رجال الدین ویبقى العنصر المهم هو خلق مواطن واع , ان رجل الدین هذا ومن اجل ان یحصل على تصفیق الجماهیر یطرح الطرح الطائفی او العنصری هذا لانه یجد اناسا تستمع الیه لکن اذا خلقنا هذا المجتمع الذی یرفض هذا الخطاب سیجد رجل الدین هذا نفسه منبوذا من المجتمع  او الرجل السیاسی هذا نفسه منبوذا من المجتمع عندما یطرح خطابا لا یتفق مع ما تربى علیه فکر الانسان ونما علیه الانسان من احترام الفکر الآخر وعدم اقصاء الطرف الآخر , اننا لانرید الیوم ان یعید التاریخ نفسه وندخل فی حروب طائفیة او حروب عرقیة لان حروب السابق کانت بالسیف والخنجر لکن حروب المستقبل حروب مدمرة ولایوجد فیها منتصر ویجب ان نجنب الاجیال القادمة من خلال مانزرعه الیوم من فکر حر ومتطور وقادر على ان یستوعب الآخر دون ان یقصیه .

الکویت والنووی الایرانی
وحول الحساسیات الموجودة لدى الکویت تجاه محطة بوشهر النوویة وکذلک التهدیدات الاسرائیلیة بضرب المنشآت النوویة الایرانیة ومن بینها محطة بوشهر النوویة قال : ان الاخ وزیر الخارجیة الایرانی ابدى استعداده لاستقبال ای وفد ونحن سننقل هذه الرسالة للمسؤولین ونحن لسنا اصحاب القرار التنفیذی فی هذا الجانب اما فیما یتعلق ب"اسرائیل" فانها فی ظل الاوضاع التی تمر بها الامة الاسلامیة والدول العربیة هی الوحید الرابحة وتتفرج علینا وهی الطرف الوحید الفرح بما یحدث لهذه الامة ونحن رغم حزننا على ضحایا سوریا لکننا نحزن عندما تاتی "اسرائیل" وتقصف بعض المواقع السوریة ولا یوجد رد فعل عربی واعتقد ان "اسرائیل" الان لیست بحاجة لان تفعل شیئا فی هذه المرحلة لاننا کفیناها معونة هذا العمل ونحن ندمر انفسنا بانفسنا .

رمز الخبر 185044