وزير الخارجية: يجب إرغام الكيان الاسرائيلي على الكف عن تكرار اي مغامرة ضد ايران/خبر موسع

قال وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان امام اجتماع مجلس الامن الدولي ان الكيان الاسرائيلي يجب أن يُرغم على الكف عن تكرار اي مغامرة عسكرية اضافية ضد المصالح الايرانية.

واضاف امير عبد اللهيان الذي كان يتحدث اليوم الخميس في اجتماع لمجس الامن الدولي حول فلسطين في نيويورك ان الدفاع المشروع و الاجراء المتبادل والمتناسب لايران قد انتهى في الوقت الحاضر. لذلك يجب دفع الكيان الاسرائيلي الى الامتناع عن تكرار اي مغامرة عسكرية اضافية ضد المصالح الايرانية.

واكد انه في حال اي استخدام للكيان الاسرائيلي للقوة والعدوان على المصالح الايرانية، فان الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي اطار استيفاء حقها الذاتي، لن تتردد للحظة في الرد عليه بشكل فوري وحاسم وقوي وجعل هذا الكيان يندم بشكل قطعي وكامل. موضحا ان هذا القرار غير قابل للتغيير.

واوضح الوزير امير عبد اللهيان ان مجلس الامن الدولي عقد على مدى الاشهر الماضية، عدة جلسات للبت في جرائم الحرب الهجينة والابادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي في غزة، وعلى الرغم من المصادقة على ثلاثة قرارات وبيان رسمي بالدعوة لوقف فوري لاطلاق النار والارسال الشامل لمساعدات الى الاهالي، فان "اي نتيجة فعلية اكرر اي نتيجة فعلية لم تتحقق على ارض الواقع."

وتابع انه خلال هذه الفترة، اصدرت محكمة العدل الدولية قرارين مؤقتين ملزمين، اذ ان تنفيذهما الكامل يتطلب "فعليا" القطع الكامل للهجمات الاسرائيلية وفتح جميع المسارات والطرق بما فيها الطرق البرية لتوصيل المساعدات.

واكد وزير خارجية ايران ان الهجوم الصاروخي الذي شنه الكيان الاسرائيلي الارهابي في الاول من نيسان/ابريل الجاري ضد سفارة بلادي في دمشق، اظهر ان هذا الكيان لا يتردد حتى في انتهاك المبدأ الاساسي المتمثل في حصانة الاشخاص والمواقع الدبلوماسية وتجاهل معاهدات فيينا المعترف بها. وكما ان معظم اعضاء مجلس الامن، اعلنوا في جلسة الثاني من ابريل ان هذا الهجوم يمثل انتهاكا صارخا لميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ومعاهدات فيينا، لذلك فان مُدان بقوة.

واكد ان مجلس الامن الدولي لم يتخذ خلال الاشهر الماضية اي اجراء بناء على طلباتنا الرسمية والمتكررة للحد من المزيد من هجمات الكيان الاسرائيلي على المصالح والمستشارين العسكريين الرسميين الايرانيين المناهضين للارهاب، وحتى ان هذا المجلس وعلى خلفية السلوك غير المسؤول لامريكا وبريطانيا وفرنسا، وكرد على هذا الهجوم غير القانوني بالمطلق، ظل للاسف عاجزا حتى عن اصدار بيان للتنديد البحت!

واكد ان "اي دولة اكرر اي دولة" لن تسكت ابدا عن هكذا هجوم صاروخي صلف على سفارتها التي تمثل احد رموز سيادتها، وكذلك قتل موظفيها القانونيين والرسميين والدبلوماسيين. ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن اجل تفادي توسيع رقعة الاشتباك، تحلت حتى في الاونة الاخيرة بضبط النفس بشكل لافت امام سائر الهجمات الصاروخية الارهابية للكيان الاسرائيلي على خلفية الاعتبارات الاقليمية وافساح المجال لدور الامم المتحدة، فهي عندما ترى مواصلة البيت الابيض منحه الضوء الاخضر للكيان الاسرائيلي للاستمرار في جرائمه وبالتالي استمرار انفعال مجلس الامن في الحد من هجمات الكيان الاسرائيلي، فانها لم تعد قادرة باي وجه من الوجوه، التزام الصبر ازاء الهجوم على سفارتها والاعتداء على سيادتها.

 "وعليه، فان الهجوم العسكري الايراني في 13 نيسان/ابريل:

كان أولا، كاملا وضروريا لان ايران لم يكن امامها خيار اخر غيره؛

وثانيا لم يأت من فراغ، بل جاء ردا على سلسلة الجرائم والهجمات الصاروخية للكيان الاسرائيلي ضد المصالح الايرانية لا سيما سفارتنا في سوريا؛

ثالثا، انه تم في اطار نيل حق ايران في الدفاع المشروع وفقا لمبادئ القانون الدولي؛

رابعا، نُفذ من خلال مراعاة معيار عدم التعرض للاشخاص والمواقع المدنية؛

وخامسا، فانه تركز بشكل بحت ضد منشأتين عسكريتين للكيان الاسرائيلي واللتان استخدمتا في الهجوم على سفارتنا. لذلك ومن ناحية النطاق والضرورات  العسكرية، كان محدودا ومتناسبا. كذلك، بما انه كان واضحا تماما ان بعض حماة الكيان الاسرائيلي الذين هم شركاء بالمطلق في قتل اهالي غزة، فانهم سيساعدون هذا الكيان حتما لاحباط الهجوم الايراني، لذلك فان الدفاع المشروع نُفذ بطريقة تكفل نيل الهدف. ان التخطيط المدروس والدقيق والذي انطوى على رسالتنا بهجوم القوات المسلحة لبلادي والمحدود وبالحد الادنى في اطار مبادئ القانون الدولي والدفاع المشروع وانزال الخسائر بالاهداف العسكرية المحددة، وعدم التعرض للمناطق المدنية، كفل صدق هذا التقييم وكون الهجوم جاء متناسبا وطبعا الاصابة الدقيقة للهدف.

وتابع وزير الخارجية الايراني: اوكد، ان الدفاع المشروع والاجراء المتبادل والمتناسب لايران قد انتهى الان. لذلك يجب دفع الكيان الاسرائيلي الى الامتناع عن تكرار اي مغامرة عسكرية اضافية ضد المصالح الايرانية. والمؤكد انه في حال اي استخدام للكيان الاسرائيلي للقوة والعدوان على المصالح الايرانية، فان الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي اطار استيفاء حقها الذاتي، لن تتردد للحظة في الرد عليه بشكل فوري وحاسم وقوي وجعل هذا الكيان يندم بشكل قطعي وكامل. وان هذا القرار غير قابل للتغيير.

"أريد أن اوضح من نيويورك وبصوت عالٍ بان ايران كانت دائما جزء ايجابيا من تطورات المنطقة في ترسيخ السلام والامن المستدامين بما في ذلك مكافحة الارهاب. ليست لدينا اي مجاملة مع اي طرف في التحقيق الاقصى للامن القومي ومصالح البلاد والامن الجماعي لمنطقة غرب اسيا الحساسة. ان مجلس الامن يجب أن يعمل على احتواء النظام الاسرائيلي المارق والمتمرد وأن يضع نهاية فورية لجذور الحرب والابادة الجماعية في غزة.

"وعندما نتحدث عن الامن المستدام واستقرار المنطقة ومواجهة الارهاب، لا يمكن الا أن نشير الى الدور المؤثر جدا والبارز لحرس الثورة الاسلامية في مكافحة الارهاب. لا يمكن عدم تكريم والاشادة بتضحيات قياداته لا سيما الفريق قاسم سليماني.

"بلا ريب، ان تضحيات الفريق سليماني والحرس الثوري في اعادة الهدوء الى المنطقة ومساعدة العراق وسوريا حكومة وشعبا، تتناقلها الالسن جميعا."

"وفي هذا الاطار، فان المستشارين العسكريين الايرانيين المناهضين للارهاب، سيواصلون جهودهم بقوة لارساء الامن المستدام في المنطقة."

وفي جانب اخر من كلمته، تطرق وزير الخارجية الايراني امام مجلس الامن الدولي الى جرائم الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية وسائر المناطق الفلسطينية المحتلة وكذلك هجمات الكيان على بعض بلدان المنطقة، وهي تؤشر الى عدة حقائق لا يمكن انكارها:

اولا، ان الهجمات العسكرية الواسعة للكيان الاسرائيلي تنطوي على جميع العناصر المادية والمعنوية للجريمة والعدوان وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وجريمة الابادة الجماعية وعليه تضع مسؤولية دولية على الكيان وحلفائه وتتطلب محاكمة ومعاقبة جميع من اصدروا الاوامر ومنفذي وحماة اجتراح تلك الجرائم.

ثانيا، ان الكيان الاسرائيلي وبالاستناد الى دعم الادارة الامريكية وبعض حلفائه له، فانه لا يتقيد باي خط احمر للمضي قدما بسياسة الابارتايد والفصل العنصري والتطهير العرقي والابادة الجماعية وحتى توسيع نطاق الحرب.

ثالثا، ان امريكا وبعض الدول الغربية تشكل العامل الرئيسي لاحباط الجهود الدولية الجادة بما فيها في هذا المجلس لاقرار وقف فوري ودائم لاطلاق النار في غزة، والحد من قبول عضوية دولة فلسطين الكاملة في الامم المتحدة وعدم مواكبة صدور بيان عن المجلس في دعم معاهدات فيينا المعترف بها ومبدأ عدم الاعتداء على المواقع الدبلوماسية.

رابعا، ان طبيعة وماهية الكيان الصهيوني مبنية اساسا على العدوان والاحتلال والاغتيال وابادة النسل. لذلك فان جميع اجراءاته السابقة بما فيها محادثات ما يسمى السلام وابرام معاهدة ابراهيم وتطبيع العلاقات، لا تتسم بطابع سلمي فحسب بل هي مخادعة بالكامل وبالتالي تفتقد الى اي نتجية فعلية لتحقيق الحقوق الذاتية للشعب الفلسطيني.

خامسا، ان التطورات والمقاومة في غزة والضفة الغربية خلال الاشهر الستة الماضية، برهنت مرة اخرى ان القضاء على المقاومة الفلسطينية وحماس بوصفها حركة تحررية في مواجهة الاحتلال هو وهم ليس الا. ان  دعم جميع شعوب المنطقة واحرار العالم للشعب الفلسطيني والذي يستحق التقدير، اثبت ايضا ان هذا الشعب ليس وحيدا ابدا في تحقيق هذا الحق الذاتي وفقا لمبادئ القانون الدولي. ان اسرائيل ليست حكومة شرعية، بل هي قوة احتلال فحسب، وان التقادم لا يمنح قوة الاحتلال اي شرعية.

سادسا، ان اجراءات تل ابيب المزعزعة للاستقرار في المنطقة تشكل تهديدا حقيقيا للسلام والامن وان الحد من هذا المسار، يمثل ضرورة فورية وحتمية، وهو موضوع يندرج اصلا ضمن مهام مجلس الامن.

واعرب امير عبد اللهيان عن شكره للجهود الايجابية للامين العام للامم المتحدة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وقال ان المتوقع من مجلس الامن الدولي في هذا الاطار ان يتبنى قرارا شاملا وحاسما وتحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة للعمل لتحقيق الحالات ادناه:

1-اقرار وقف فوري وكامل ومن دون قيد او شرط ودائم لاطلاق النار في جميع مناطق غزة بما فيها رفح وحتى الضفة الغربية؛

2- الرفع الكامل للحصار الانساني عن غزة؛

۳- التبادل الانساني للاسرى؛

4- حمل الكيان على السحب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع قواته العسكرية وادواتها وتجهيزاتها من غزة وضرورة العودة الامنة للاهالي الى مناطقهم واماكنهم؛

5- وضع عقوبات تسليحية شاملة وفورية على  الكيان الاسرائيلي؛

6- دعم قرار محكمة العدل الدولية الملزم والمؤقت والتمهيد لمحاكمة ومحاكمة جميع من اصدورا الاوامر ومنفذي وحماة جرائم اسرائيل على خلفية ارتكاب الابادة الجماعية والقتل الهادف للصحفيين وموظفي المؤسسات المدنية العاملة في مجال توصيل الخدمات والاستخدام المتكرر للاسلحة غير التقليدية بما فيها القنابل الفوسفورية والتهديد المتكرر الذي اطلقته السلطات الاسرائيلية باستخدام القنبلة النووية؛

وانهى وزير الخارجية الايراني كلمته بقصيدة شعرية للشاعر الايراني الكبير سعدي الشيرازي والمكتوبة على السجادة المهداة من ايران والمعلقة على جدران مبنى الامم المتحدة وقال فيها:

ان بني آدم هم اعضاء بعضهم بعضا، وهم من جوهر واحد في البرء والخلق

ان اشتكى منهم عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى

رمز الخبر 196400

تعليقك

You are replying to: .
1 + 2 =