أکد الرئیس المصری محمد مرسی على ان مصر ستبذل التعاون مع الجمهوریة الاسلامیة فی ایران من اجل تحقیق اهداف حرکة عدم الانحیاز، معربا عن اعتقاده بنجاح ایران فی قیادتها للحرکة.

 

 

وقال مرسی فی کلمته التی ألقاها فی الجلسة الافتتاحیة للقمة السادسة عشرة لدول حرکة عدم الانحیاز: یسعدنی الیوم ان أشارککم فی فعالیات القمة ال16 لحرکة عدم الانحیاز تلک الحرکة التی نجحت فی تحویل رؤى آبائها المؤسسین من مبادئ الى افعال ومن فکر الى سلوک ومن مکمن ضعف الى طاقة وقوة على الساحة الدولیة.
وتقدم الرئیس المصری بالشکر الى الجمهوریة الاسلامیة فی ایران لاستضافتها القمة السادسة عشرة لحرکة عدم الانحیاز وحسن ترتیبها لها، کما جدد الشکر لجمهوریة کوبا على ماقدمته من عمل صادق لدفع مسیرة الحرکة خلال فترة عضویتها.
ورحب بعضوة ترویکا الجدیدة الجمهوریة البولیفریة الفنزویلیة التی ستستضیف القمة ال17 للحرکة فی 2015، کما رحب بأمین عام الامم المتحدة بان کی مون واثنى على مشارکتهما فی فعالیات القمة، وشددعلى اهمیة القمة السادسة عشرة التی تنعقد فی طهران.
وقال: نجتمع الیوم فی واحدة من اهم اللحظات فی تاریخنا المعاصر بعد ثورة الشعب المصری السلمیة التی کانت بدایتها قبل سنوات ولکنها تبلورت فی عام 2011 عندما تحرک المصریون على قلب رجل واحد لتغییر نظام استبد بهم وکان دائما لایتحرک لمصلحة هذا الشعب وبالتالی استطاعوا العبور الى مرحلة انتقالیة فکانت وحدة الصف والفعالیبة وقوة الاداء وانضمام الشعب والجیش.
وأوضح ان الثورة المصریة مثلت فی ال 25 من ینایر حجر الزاویة فی حرکة الربیع العربی، وأنها نجحت فی تحقیق أهدافها السیاسیة فی انتقال السلطة الى سلطة حقیقیة تم انتخابها بادارة المصریین وحدهم، مؤکدا ان مصر الیوم دولة مدنیة بکل معنى الکلمة، ودولة دستوریة ودیموقراطیة وحدیثة یتولى أبناؤها دفة امورهم بإرادتهم الکاملة.

قدر حرکة عدم الانحیاز ان تلعب دورا محوریا فی العالم

وشدد على ان جمیع الدول الاعضاء فی حرکة عدم الانحیاز تواجه الآن تحدیات جمة وتناضل من أجل العدالة والکرامة الانسانیة، موضحا ان النظام الدولی الراهن یتعرض لاختبارات عدیدة على خلفیة الازمة العالمیة وعجز الاجهزة المعنیة بالحفاظ على السلم والامن الدولیین.
وأضاف ان دول الحرکة تتعرض الآن لاخطار خارجیة وداخلیة غیر مسبوقة ، حیث تتزاید على الساحة الدولیة مظاهر التمییز والعنصریة والتعصب والارهاب الدولی الممنهج وتتفاقم معضلة تغیر المناخ وتزداد معاناة بعض هذه الدول النامیة من آفات الفقر والامراض.
ورأى ان قدر حرکة عدم الانحیاز ان تلعب دورا محوریا فی هذه المرحلة وفی هذه اللحظات الفاصلة، حیث جاءت نشأة الحرکة فی اوج الحرب الباردة وفی ظل نضال الشعوب المستعمرة حینئذ، فکانت للحصول على استقلالها وسیادتها وبالتالی تم ارساء مبادئها العشرة .
وأکد ان حرکة عدم الانحیاز لم تغیر مبادئها على الرغم من تغیر الخریطة السیاسیة للعالم والترکیبة الدولیة برمتها
وان الحرکة حافظت على ثوابتها ولم تتغیر بوصلتها ولم تنحرف أبدا عن المبادئ الاساسیة التی نشأت من أجلها، بل استطاعت بهذا الکیان الجامع حمایة مصالح  الدول النامیة حدیثة الاستقلال ونجحت فی خلق مظلة دولیة واسعة النطاق رسخت شرعیة جدیدة للسیاسة الخارجیة لدولها کانت ومازالت باقیة.
 

مصر بعد الثورة المبارکة تنشد نظاما عالمیا عادلا
وقال: ان العنوان الموضوعی الذی تم اختیاره لقمتنا هذه وهو الحوکمة العالمیة المشترکة وعلاقتها بالسلام الدولی وهذا العنوان یعکس رؤیة وبوضح یجب أن تلتف حولها الدول الأعضاء بکل قوة ونحن نرفع شعارنا نحو عالم أکثر عدلا، ولابد ان تکون هذه الحرکة دائما طرفا فاعلا فی النظام العالمی والدولی وادارته.
وأضاف: ان مصر الجدیدة بعد الثورة المبارکة تنشد نظاما عالمیا عادلا یخرج الدول النائیة من دائرة التبعیة والفقر والتهمیش الى دائرة الرخاء والریادة والقوة والمشارکة الحقیقیة فی الشأن العالمی وهو الذی لن یتحقق الا بالوصول الى قناعة دولیة بتطبیق مبادئ الدیمقراطیة على النظام الدولی والتعددیة على منظومته السیادیة، مشیرا الى أنه لم یعد مقبولا ان نحترم اساسیات الدیمقراطیة ثم نرفضها على بعضنا البعض.
 

یجب تعزیز مساهمة الدول النامیة فی صنع القرار
وأوضح ان مصر تؤمن بأن احدى الرکائز الاساسیة لنظام دولی عالمی جدید مبنی على الدیمقراطیة تکمن بالأساس فی تعزیز مساهمة الدول النامیة فی صنع القرار وصیاغة التوجهات على الساحة الدولیة سیاسیا واقتصادیا واجتماعیا، مؤکدا على ان الخطوة الاولى فی سبیل تحقیق هذا الهدف هی اصلاح وتوسیع مجلس الامن بصورة شاملة لیکون هناک تمثیل أکثر للنظام القائم فی القرن الواحد والعشرین، ولیس انعکاسا لما کان علیه الوضع فی القرن الماضی بحیث تکون قراراته أکثر مصداقیة.
وأکد أنه لم یعد مقبولا استمرار الظلم التاریخی الواقع على افریقیا واستمرارعدم تمثیلها بفئة العضویة الدائمة فی مجلس الامن رغم ان الکثیر من القضایا المثارة على أجندة المجلس تتعلق بدول القارة الافریقیة، مضیفاعلینا بالتوازی علینا تفعیل دور الجمعیة العامة للامم المتحدة وزیادة مساهمتها فی قضایا السلم والامن الدولیین باعتبارها الجهاز الاکثر تمثیلا لدول العالم والشعوب والمؤسسة الاکثر تعبیرا عن رأی المجتمع الدولی.
 

دول الحرکة مطالبون بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطینی وتسلیط الضوء على معاناته
وأشار مرسی الى ان القضیة الفلسطینیة کانت منذ بدایة حرکة عدم الانحیاز على رأس أولویاتها، وستظل کذلک الى ان یتم التوصل الى حل کامل وشامل لها یضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطینی فی تقریر المصیر و تاسیس دولته الحرة على أرضه.
وقال: نحن مطالبون الیوم بتوفیر الدعم السیاسی وغیره من أنواع الدعم اللازم لتحقیق الاعتراف بالدولة الفلسطینیة داخل الامم المتحدة کدولة کاملة العضویة فی المنظمة، وتسلیط الضوء على مایعانیه هذا الشعب وخاصة سجناؤه من ظروف صعبة یفرضها الاحتلال تتنافى وکل مبادئ واعراف القانون الدولی وقیم وحقوق الانسان فضلا عن فریضة السماء بأن یکون الناس احرار فی اوطانهم والا یطغى علیهم أحد.
 

على الفلسطینیین اتمام المصالحة الوطنیة للترکیز على مقاومة الاحتلال
وأکد ان مصر ستدعم ای تحرک فلسطینی فی الجمعیة العامة او مجلس الامن للانضمام للأمم المتحدة اذا ما قررت القیادة الفلسطینیة ذلک، مضیفا: سنستمر فی رعایة المصالحة الوطنیة الفلسطینیة لدعم وحدة الصف الفلسطینی، وأحث جمیع الفلسطینیین بمختلف توجهاتهم على ان یتموا المصالحة وان ینتقلوا الى تنفیذ ماتم التوصل الیه مؤخرا لیتمکنوا من الترکیز على قضیتهم الحقیقیة وهی مقاومة الاحتلال والتحرر منه.
 

مصر على اتم الاستعداد للتعاون مع کل الاطراف لحقن الدماء فی سوریا

وأشار الرئیس مرسی الى ان مصر على اتم الاستعداد للتعاون مع کل الاطراف لحقن الدماء فی سوریا، موضحا ان مصر تقدمت بمبادرة فی مؤتمر مکة، وهی تدعو الاطراف الفاعلة لاتخاذ الخطوات اللازمة من أجل ایجاد الحل المناسب فی سوریا.

وقال مرسی: " ان تضامننا مع أبناء سوریا الحبیبة ضد نظام قمعی فقد شرعیته (حسب تعبیره) هو واجب اخلاقی بقدر ماهو ضرورة سیاسیة واستراتیجیة، ینبع من ایماننا بمستقبل قادم لسوریا الحرة الابیة وعلینا جمیعا ان نعلن دعمنا الکامل غیر المنقوص لکفاح طلاب الحریة والعدالة فی سوریا وان نترجم تعاطفنا هذا الى رؤیة سیاسیة واضحة تدعم الانتقال السلمی الى نظام حکم دیمقراطی یعکس رغبات الشعب السوری فی الحریة والعدالة والمساواة وفی نفس الوقت یحفظ سوریا من السقوط فی دائرة الحرب الاهلیة او السقوط فی هاویة التقسیم والصدام الطائفی".
وأضاف: "ومن هنا تاتی أهمیة توحید صفوف المعارضة بما یؤمن مصالح کل اطیاف المجتمع السوری بدون تفرقة أو تمییز ویحفظ الوحدة والسلامة الاقلیمیة لهذه الدولة الشقیقة".
وتابع بالقول: "ان نزیف الدم فی سوریا فی رقابنا جمیعا".

 

ضرورة التمسک بحق استخدام الطاقة النوویة لأغراض سلمیة

ورأى مرسی ان دول الحرکة جمیعها تواجه تحدیات اضافیة تستدعی تعزیز اواصر التعاون بینها وتحقیق تطلعات شعوبها المشترکة وأنه على رغم الدور المحوری لحرکة عدم الانحیاز فی مناقشة خطوات لاخلاء المنطقة کلها من الأسلحة النوویة وکافة اسلحة الدمار الشامل، بما فی ذلک منطقة الشرق الأوسط التی انضمت کل دولها الى معاهدة حظر الانتشار النووی باستثناء "اسرائیل".
وشدد على الحفاظ على موقف الحرکة وموقف مصر الثابت بالتمسک بحق الاستخدام السلمی للطاقة النوویة مع الاحترام الکامل للالتزامات الدولیة التی تفرضها معاهدة منع الانتشار النووی فی هذا المجال.
وأکد ضرورة الاستمرار فی تفعیل التنسیق بین الحرکة ومجموعة الـ 77 والصین لتحقیق الاهداف المشترکة للدول النامیة فی مختلف المجالات بما یعزز التعاون، وضرورة الحفاظ على قواعد التعاون الدولی فی مجال التنمیة المستدامة وتوفیر مناخ دولی یدعم جهود تحقیق التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة.
وأوضح: ان نجاح حرکة عدم الانحیاز ارتبط بموقف اعضائها المشترک وعدم التخلی عن ثوابت ومبادئ الحرکة، مما عزز من قدرتها على التفاعل المستمر وبات علینا الیوم ان نتمسک واکثر من ای وقت مضى بمبادئ الحرکة وأهدافها وان نترجم الزیادة العددیة للدول الاعضاء فی الحرکة الى زیادة نوعیة تتناسب مع قدرتها على التأثیر فی الاحداث العالمیة.


تسلیم قیادة حرکة دول عدم الانحیاز من مصر الى ایران فی دورتها الحالیة

وقدم مرسی تقریراعن نشاط مصر خلال فترة ترؤسها للدورة الـ 15 لحرکة عدم الانحیاز، مؤکدا ان مصر الجدیدة ستمد ید التعاون بکل اخلاص من أجل التوصل مع دول الحرکة وستبذل الجهود الدولیة لتحقیق العدالة والکرامة لجمیع الشعوب والسعی من اجل تحقیق السلام العادل الشامل.
وأعلن مرسی فی نهایة کلمته تسلیم قیادة حرکة دول عدم الانحیاز من مصر الى ایران فی دورتها الحالیة، حیث سلم نظیره الإیرانی الرئیس محمود أحمدی نجاد الرئاسة الدوریة لحرکة عدم الإنحیاز، معربا عن اعتقاده بنجاح ایران فی قیادتها للحرکة، وشاکرا ایاها مرة أخرى لاستضافتها القمة.

رمز الخبر 182974