خبراونلاین - یقول رضا میرابیان : انه تلوح فی الافق من خلال الاحداث الاخیرة التی یشهدها العراق بوادر تقسیمه وفی حال عدم التصدی لها ستمثل حالة فی غایة الخطورة.

 

یشهد العراق مؤخرا ازمة جدیدة اندلعت احداثها اثر اعتقال افراد حمایة احد المسؤولین الحکومیین بتهمة الضلوع فی الهجمات الارهابیة. حیث اعرب رافع العیساوی وزیر المالیة العراقی اثر اعتقال افراد حمایته بحکم قضائی وخلال مؤتمر صحفی عن معارضته لهذا الحکم. ویرى بعض المراقبون ان الاحتجاجات القائمة فی المحافظات ذات الاغلبیة السنیة وتسریبها الى باقی المدن مثل تکریت وسامراء تعتبر نوعا من الضجة التی افتعلتها الفئات الرامیة للتقسیم والانفصال. وفی هذا السیاق اجرى موقع خبراونلاین حوارا مع رضا میرابیان خبیر الشؤون العراقیة حدثنا خلاله عن الازمة الراهنة فی العراق.


شهد العراق خلال الایام الاخیرة تظاهرات لبعض المجموعات السنیة. لتحدثنا اولا حول جذور هذه الازمة.

بالرغم من ان بدایة الامر تعود الى اعتقال حمایة السید العیساوی، لکن یبدو ان استمرا ر هذه الاحتجاحات یخفی وراءه اهداف ونوایا اخرى. ففی تظاهرات الانبار تم اغلاق طریق الترانزیت الدولی بین الاردن وبغداد وتم حمل اعلام القاعدة واعلام ما یسمى الجیش السوری الحر واعلام منطقة کردستان. فی الحقیقة تناهى الى الاسماع اصوات انفصال محافظة الانبار والحکم الذاتی. ویبدو  ان قضیة العیساوی لیست سوى ذریعة وان الامور اکثر خطورة واننا نرى تورط ایادی بعض الدول الاقلیمیة فیها مثلما هو الحال فی سوریا. لان غالبیة المحتجین هم من الشباب الذین اتوا من باقی المناطق وان حشود اهالی الانبار وعلماءها وکبار شخصیاتها لا حضور لهم فی هذه القضیة ولا یؤیدون شعارات الانفصال.

 

وما الذی قامت به الحکومة لمواجهة هذه الازمة؟

لقد اضطر المالکی الى تشکیل لجنة ازمة برئاسة وزیر الدفاع او نائبه سعدون الدلیمی وتواجدها فی محافظة الانبار لمتابعة مجریات الاحداث. ویبدو ان المخطط الذی یعکف على متابعته فی سوریا من قبل بعض الدول الاقلیمیة یتم تطبیقه الیوم فی العراق بذریعة حرمان اهل السنة ، وفی حال عدم التصدی له ستتمخض عنه تداعیات وعواقب خطیرة.

هل یمکن القول ان جزءا من هذه الازمة سببه سیاسات نوری المالکی؟

لیس فیما یخص قضیة طارق الهاشمی او العیساوی، من الاساس لا علاقة لهذه الازمات بالسید المالکی. ان السلطة القضائیة والمجلس الاعلى للقضاء والمحاکم اصدرت حکما لاعتقال افراد حمایة طارق الهاشمی والعیساوی. ما حدث فی قضیة العیساوی ان الاشخاص الذین اعتقلوا افراد الحمایة تعاملوا بعنف وانتهکوا سیادة وزارة المالیة حیث اعرب العیساوی خلال اتصال هاتفی مع المالکی عن عتبه بهذا الشأن الامر الذی ایده المالکی فیما بعد وتم انهاء القضیة والذهاب نحو تسویة الازمة وحتى تم تکلیف صالح المطلک للوساطة.

لکن وفجأة شهدنا ان الموضوع یسیر نحو اتجاه آخر لا صلة له بقضیة افراد حمایة العیساوی. حیث تم تنظیم اعتصام فی الانبار ومن ثم اجتماع لافراد لا علم بخلفیتهم واطلاق شعارات تدعو لانفصال الجزء الغربی من العراق وایضا حمل اعلام الجیش السوری الحر والقاعدة.

 

هل یقوم المالکی بالاخذ بعین الاعتبار تقسیم السلطة ومشارکة کافة الاطیاف والفئات؟

من الطریف ان تعلموا ان اکثر الانتقادات الموجهة للمالکی الیوم هی اسباب منحه مناصب لاشخاص فی حزب البعث السابق ولمؤیدی صدام. حتى ان بعض هذه الانتقادات موجهة من قبل الشیعة. حالیا ووفقا للدستور، فان القادة العسکریین، قادة قوى الامن، المحافظین، مسؤولی المقاطعات یتم انتخابهم داخل مناطقهم. وحتى مدراء المحافظات یتم انتخابهم على هذا الاساس. فی الحقیقة لا تمییز فی هذا المجال. فی الحقیقة ان الازمة الراهنة هی حربة یدعی من خلالها السنة انهم تعرضوا لللظلم لکن الواقع یشیر الى ان کل محافظة تتمتع بصلاحیاتها. هذا یعود الى ان ادعیاء حوالی 80 عاما من السلطة فی العراق حیث لا یمکنهم الیوم تحمل هذه الوضع. من جهة اخرى ینتخب البرلمان کافة المسؤولین من المدراء وما فوقهم. وهنا ایضا تم مراعاة انتخاب کافة الاطیاف من سنة وشیعة ، اکراد وترکمان.

 

متى سیشهد العراق انتخابات مجالس المحافظات؟ فی البدایة لتحدثنا حول عملیة الانتخابات وثانیا تأثیر الازمة القائمة علیها؟

تقام انتخابات مجالس المحافظات کل 4 اعوام ویتم من خلالها انتخاب مجالس کل محافظة استنادا لعدد سکانها. هذه المجالس هی فی الحقیقة حکومات محلیة تتمتع بصلاحیات تعیین المحافظ، مدراء الدوائر المختلفة، تأیید قیادة الشرطة وحتى الجیش. فی الحقیقة صلاحیات مجالس المحافظات هی صلاحیات فدرالیة . حیث اشار الدستور العراقی الى ان النظام السیاسی فی العراق نظام فدرالی. لکن وبسبب ان کردستان هی المنطقة الفدرالیة الوحیدة تم تلخیص وایجاز هذا النظام فی باقی المحافظات. لکن مجالس المحافظات تتمتع بصلاحیات واسعة وحتى بامکانها توقیع اتفاقیات تجاریة واقتصادیة مع المحافظات المجاورة .

وان تأثیر ذلک یمکن ان یکون على الافراد الذین سیترشحون. اعتقد ان احد اسباب التحرکات الاخیرة هو هذا الامر الرامی لاستقطاب الرأی العام لاهل السنة ووضعهم فی مسار خاص بغرض تعبئة الناس لدعمهم فی الانتخابات.

 وما هی توقعاتکم على الامد القصیر لمستقبل العراق فی ظل الازمة القائمة؟

لقد تجاوز العراق ظروفا صعبة وازمات اکثر شدة من الازمة الراهنة وفی ظل الظروف الحالیة، اظهر مسؤولو وسیاسیو العراق ان بامکانهم التوصل لاتفاق وتفاهم فیما بینهم، والجلوس الى جوار بعضهم  والتفاوض، اعتقد انه سیتم تجاوز الازمة الحالیة.

رمز الخبر 184063