٠ Persons
٩ يناير ٢٠١٣ - ١٠:٢٨

حافظ آل بشارة

 

خبرأونلاین-تظاهرة الانبار تشبه بانوراما رسمها رسام سکران ، ففیها خلط عجیب بین المطالب ، ومن یرید تحریر ورقة بمطالب التظاهرة سیجد فیها کل شیء ، والباحث عن کل شیء باحث عن لاشیء ، ان سبب هذا التشتت المطلبی هو تعدد الاطراف التی شارکت فی المسیرة ، فالاشخاص الذین نظموا الاعتصام یمثلون اطرافا عدیدة کالقاعدة فی سوریة ، وجماعة اوردغان الترکی وهو خط یعادی العراق والقاعدة معا ، وهناک جماعة الخط السعودی القطری ، ثم الخط الذی یمثل البعث الصدامی ، وذلک واضح من الاعلام المرفوعة فی التظاهرة ، علم العراق الجدید ، علم العراق القدیم ، علم التیار التکفیری فی سوریا ، علم کردستان ، صورة رئیس الوزراء الترکی اوردغان ، صورة صدام ! خلطة غیر متجانسة ، کل مجموعة ارادت تعبئة الوسط العشائری بشعاراتها الخاصة مستغلة ازمة العیساوی ، ربما استخدموا نقطة اثارة واحدة کبدایة لحشد ابناء العشائر وهی قضیة اطلاق سراح حمایة العیساوی الذین اعتقلهم الشیعة لأنهم سنة ! وعندما لاحظوا ان هذه الفکرة مضحکة ومکشوفة اضافوا لها فکرة اکثر اثارة وهی المطالبة باطلاق سراح سجینات یتعرضن للاعتداء ، الارهابیون استخدموا النساء لتنفیذ عملیات ارهابیة خلافا للاحکام الصریحة والسنة ، لکنهم احیوا منهجا تأریخیا وقد سبق لابی سفیان ان سمح لزوجته هند بالخروج مع الجند الى معرکة أحد تحرضهم على القتال وقد بذلت نفسها لوحشی مقابل قتل حمزة (ع) ثم شقت صدره ولاکت کبده ، وبعدها استخدم الصحابیان طلحة والزبیر ام المؤمنین عائشة فی معرکة الجمل فاخرجاها یلوذان بجملها وهی تنادی بالجیش من یأتینی بالرأس الاصلع تقصد رأس امیر المؤمنین علیا (ع) ، ثم استخدمها مروان بن الحکم فی المدینة ترکب بغلا وتنادی بمنع دفن الامام الحسن (ع) الى جوار جده ، واستخدموا قطام الخارجیة فی اغواء ابن ملجم لقتل علی (ع) واستخدموا جعدة بنت الاشعث زوجة الامام الحسن (ع) فقتلت زوجها بالسم ، والامثلة کثیرة لا وقت لذکرها ، تواصل تأریخی ومنهجی ، هم یستخدمون النساء فی القتل والارهاب فاذا اعتقلن تباکوا على الاعراض المهتوکة ! ای مبادرة لحل الأزمة یجب ان تتوقف عند التحقیق الجنائی ، فأی امرأة معتقلة لانها متهمة بجرم فقضیتها جنائیة بحتة ولیس سیاسیة ، وای امرأة معتقلة للضغط على ذویها المطلوبین فهی بریئة تطلق وتعوض ویحاسب معتقلوها ، اما بقیة المطالب فهی مطالب کل العراقیین فی جمیع المحافظات ، البطالة والفقر والفساد وانعدام الخدمات ، ولکن ماعلاقة هذه الأزمات بصورة اوردغان او علم المعارضة السوریة او علم کردستان او علم صدام ، هناک عملیة ضغط على الحکومة لمنع تطور قضیة العیساوی الى مایشبه قضیة الهاشمی الذی تم اعدامه سیاسیا ، ولکن ادارة الأزمة بهذه الطریقة لن یکون مثمرا ، فاهالی الانبار والموصل یعرفون ان رفع اعلام اجنبیة وصور شخصیات اجنبیة داخل بلدهم خیانة للسیادة الوطنیة التی ینادون بها خاصة وان هناک من یلقنهم بأن حکومة بغداد الحالیة موالیة لایران ویعدونه تجاوزا على سیادة العراق .
 

رمز الخبر 184127