٠ Persons
٢٣ ديسمبر ٢٠١٣ - ١٦:٢٦

محمد صادق الحسینی


متى کانت جنیف 3 (الایرانیة) تعنی لنا شیئا هاما لتکون جنیف 2 السوریة تعنی لنا شیئا حتى ننتظر دعوة احد لنا الیها او امتناع آخر من دعوتنا لها"!

یقول معنی مباشر بما یجری فی المیدان على ارض الشام المبارکة التی سیکون منها معراج المؤمنین الى السماء کما ورد فی کلام شهیر لذلک الرجل الذی یطارد شبحه الامریکیین فی کل مکان وصولا الى طاولة لیون بانیتا شخصیا!

الایرانیون واللبنانیون الذین یقدمون المشورة للجیش العربی السوری على ارض المعرکة المحتدمة على امتداد ارض المعراج الجدیدة ومعهم اصحاب القرار الشرعی الوحید المنتخب ممثلا للشعب السوری منشغلون هذه الایام وطوال الفترة المقبلة حتى موعد حلول انتخابات الرئاسة السوری المقبل  بجدول اعمال مزدحم جدا فی دمشق وسائر المدن والبلدات السوریة بما یکفی لأن ینسیهم لیس جنیف السویسریة فحسب، بل وکل أسماء المدن الغریبة عن أرض الشام المقدسة!

وحدهم الامریکیون والروس هم من صارت جنیف 2 حاجة ملحة لهم لإجراء احتفال بروتوکولی وبأی ثمن کان لیقولوا للعالم انهم جادین فی البحث عن حل أو مخرج مشرف لدیبلوماسیتهم هم فی التعاطی مع الأزمة السوریة!

نعم قد یکون الابراهیمی المحبط والیائس من التوصل الى تسویة تعید له "حلم طائف لبنان" قد یکون الرقم الاضافی الذی یبحث جاهدا عن مخارج مشرفة لاحتفالیة جنیف 2!
سیجری ماء کثیر وکذلک دم کثیر على الارض السوریة، منه ما هو أحمر قان طاهر ومنه ما هو أسود حرام ومنه ما هو متشابه من الآن حتى 22 کانون الثانی 2014م حتى یتبین الخیط الابیض من الخیط الاسود فی المسألة السوریة ما قد یجعل جنیف کلها فی مهب الریح!

وحدها دمشق هی قبلة الصادقین وعدا والباحثین عن حلول مشرفة للانتقال بسوریا إلى ما بعد القضاء على الارهاب والتکفیر والتهجیر والذبح على الهویة واستقبال دمشق 2 التی ستکون دمشق الأجمل مما کانت ومعها کل البلدات السوریة کما یقول اصحاب الوعد الخیرین من جماعة المعراج الى السماء!

لذلک قال عنها "السید" الذی لا یعلو على کلامه کلام بأنها تمثل بالنسبة لنا أی لکل أولئک القابضین على دینهم وعروبتهم وانسانیتهم ووطنیتهم فی سوریا ولبنان وفلسطین والعراق وایران وکل المنطقة بمثابة "معرکة وجود"!

لقد عادت دمشق بالنسبة لرجال الله من کل البقاع المذکورة آنفا من جدید لتکون المدینة الأولى المأهولة فی العالم وغدت سوریة بالنسبة لهم السیدة الاولى فی العالم التی منها یستمدون استقلال قرارهم وسیادة بلدانهم وشرف انسانیتهم، فکیف تشخص أنظارهم الى جنیف التی لا أحد منهم یعرف لها لونا او طعما او رائحة تمت لأهله من أمة یا أشرف الناس وأطهر الناس  بأی صلة تذکر، وإن حصل وحضر من سیحضر فیها من أهله ممن هو مضطر لاعتبارات دیبلوماسیة أو بروتوکولیة فهو من باب أکل لحم المیتة ولا غیر!

وحدها موازین القوى على الارض الطاهرة هی من ستحدد مسار ومسیر حرکة التحریر والتحرر السوریة الجدیدة والمتجددة!
ومن یفکر بغیر ذلک أو یخطط لغیر ذلک أو یراهن على غیر ذلک فهو واهم ویبحث عن سراب أو یعمل بوعی أو بدون وعی لغایة فی نفس یعقوب!

لقد سالت دماء زکیة طاهرة کثیرة على أرض المعراج السوریة وأخرى دماء سوداء رخیصة وحرام، لن یکون الفصل بینهما فی جنیف ممکنا، بل سیکون الحل إن حصل "متشابها" وهذا ما لن یرضی الله ولا عباده المخلصین والصادقین أو أکثریة الشعب السوری الصابر والمحتسب!

أصلا وبالأساس وکما فی البدء کان سیکون کذلک  فی الختام العیون کل العیون شاخصة إلى عرین الأسد، بشخصه وبمن وبما یمثل وکما فشلوا فی لیلة الثالث من سبتمبر الماضی فی العدوان على شام المعراج فی محاولتهم لإخراج الأسد من عرینه فإنهم سیقرون طوعا أو کرها فی جنیفهم 2 بأن سوریة الاساس وسوریة الاصل لا یمکن تعدیلها بل ولا حتى استنساخها من دون إذن سیادة أکثریة الشعب السوری الصابر والمحتسب أمره لله وذلک لن یکون إلا حین حلول موعد الإدلاء بالأصوات فی صنادیق الاقتراع التی منها یخافون بل یرتعدون!

اطمأنوا یا سادة جنیف بأن لا أحد فی سوریا أو خارجها سیصدقکم بأنکم تبحثون عن حل حقیقی لمشکلات الشعب السوری الحقیقیة والواقعیة إذا لم توقفوا تدفق السلاح الحرام والمال الحرام والدم الحرام الى أرض المعراج شام السوریین وکل الأحرار فی العالم!

واطمأنوا کذلک بأنه أیضا وأیضا لا حل لأی قضیة من قضایا أمتنا ستمر على أیدیکم فی جنیف بدءا من المسألة النوویة الایرانیة مرورا بقضایا مظلومیات الشعب البحرینی والشعب الیمنی والشعب اللیبی أو أی شعب عربی أو اسلامی کان وصولا الى القضیة المرکزیة والأساس أی قضیة فلسطین!

نعم قد تتمکنون من الاجتماع متى شئتم ومع من شئتم وکیفما شئتم وفی أی جنیف ارتأیتم لبحث القضیة التی على جدول أعمالکم وضعتم، لکن شیئا واحدا ینبغی ألا یغیب عن بالکم ألا وهو بأن شهدائنا وجرحانا وأسرانا وعوائلهم الکرام لیسوا أرقاما کجنیف، بل إنهم یمتلکون تاریخا مشرفا وجغرافیا عریقة عنوانها المرکز الآن هی دمشق الأسد بما وبمن یمثل!

وهذا التاریخ وهذه الجغرافیا یتم الاعتداء علیهما الیوم فوق أرض الشام جهارا نهارا منذ اغتیالکم الجبان لصانع الانتصارین القائد الکبیر عماد مغنیة فی کفر سوسة الى اغتیالکم الغادر الآخر على سواحل طرطوس لصانع معجزة معادلة الردع الصاروخیة القائد العمید محمد سلیمان الى الشهید المظلوم المغدور ساریة بدر الدین حسون الى شهید المحراب الراحل الکبیر العلامة البوطی مرورا بکل القادة العسکریین والمدنیین العظام، وهؤلاء القادة الکبار لن یسترد دمهم الطاهر ویتم الانتقام لهم الا على ارض الشام الطاهرة لنعرج معهم مجددا إلى السماء!

المعرکة هی هی کما فی جنیف 3 الایرانیة ستکون کذلک فی جنیف 2 السوریة، ولذلک لا بد لنا من استحضار کل شهدائنا ولن نقبل بأقل من دعوتهم المکرمة لحضور کل نقاش أو حوار أو محاججة على تسویة هنا أو هناک لأن دمهم هو المعیار وأرواحهم الطاهرة هی الفضاء الذی یجب أن یسود أجواء أیة مفاوضات وهذه لن تکون مکتملة إلا فی طهران الصامدة ودمشق الممانعة والضاحیة الأبیة بجباههم الشامخة ثلاثتهم رغم کل ألاعیب دیبلوماسیة فورد المخادعة أو مکابرة بندر المتردیة والجبانة والفاجرة!

إنها إذن المعرکة الفاصلة بین أن نکون أو لا نکون، هکذا نعرف معرکة الوجود فی سوریا الیوم، وعلى کل من سیحضر الى جنیف من أهلنا أن یتذکر جیدا، کما قلناها فی جنیف 3 الایرانیة نعود لنکررها فی جنیف 2 السوریة، شهداؤنا عظماؤنا، یعودون وبقوة للحضور فی  کل الحوارات أو النقاشات وهم من سیکون المعیار والمؤشر والدلیل على خارطة طریق لن یکون مآلها ومقصدها النهائی الا طهران ودمشق والضاحیة ولسان حال ثلاثتهم الیوم یقول هنا دمشق هنا مقبرة الغزاة وهنا معراجنا الى السماء!

واذا کان ثمة منظر أو مستشار "مرعوب" قد قال فی طهران "ان على من لا یتقن الانجلیزیة أو من لم یتجاوز حسرة السفر إلى نیویورک أو سائقی التاکسی أو بیاعی الشمندر أن لا یتدخلوا فی تقریر مصیر مسألتنا النوویة وأن نسحب النقاش حول هذه القضیة من التداول فی الشارع..."!

فنحن نقول له: فی ایران الاسلامیة کما فی دمشق العروبة کما فی ضاحیة المقاومة نعم من لا یعرف الانجلیزیة قد لا یصلح للذهاب الى جنیف لیفاوض... لکن من لا یعرف العربیة قد یواجه صعوبة بالغة فی فهم کلام الله کما کلام الناس، ومن لا یفهم کلام الله والناس لن تغفر له کما لن تفوضه مفاوضات جنیف 3 ولا جنیف 2 مطلقا فی حل قضایا الناس ولو أتقن الانجلیزیة بکل لهجاتها!

القدس العربی

رمز الخبر 186003