أکدت وسائل اعلام ومواقع عراقیة تصدر ائتلاف دولة القانون الذی یتزعمه رئیس الوزراء نوری المالکی فی الانتخابات البرلمانیة التی اجریت الاربعاء الماضی.


 

وأوضحت وسائل الاعلام نقلا عن مصادر غیر رسمیة أن ائتلاف دولة القانون تقدم على التکتلات الاخرى، تلیه قائمة المواطن والکتلة الصدریة اللتان تتنافسان على المرکز الثانی، وأضافت أن النتائج الاولیة تشیر الى حصول دولة القانون على 55 بالمئة من الاصوات وتقدمه فی 11 محافظة.

وتشکل قوائم کتل دولة القانون وائتلاف المواطن والاحرار القوى الاساسیة فی التحالف الوطنی العراقی، ما یجعلها امام اختبار قوی لاثبات قدرتها على تشکیل تکتل سیاسی قادر على حکم العراق  فی مرحلة ما بعد الانتخابات.

الى ذلک، دعا رئیس ائتلاف دولة القانون نوری المالکی عقب انتهاء عملیة التصویت، الى تشکیل اغلبیة سیاسیة بعیدا عن المحاصصة والتوافقیة، وأعاد التاکید على ضرورة اختلاف مرحلة ما بعد الانتخابات عما قبلها.

وفی حین وجه رئیس الوزراء شکره للمرجعیات الدینیة التی اعتبرها صاحبة الفضل فی انجاح الانتخابات، دعا المالکی القوى السیاسیة الفائز منها والخاسر الى الحوار والتعاون للتوافق على بناء الدولة من خلال خطة سیاسیة اساسها الوحید نتائج الانتخابات.

کلام المالکی ینطلق بحسب مراقبین، من موقع قوی حیث یرى هؤلاء فی دعوة بعض القوى السیاسیة "التی ربما فقدت حیزا کبیرا من ثقلها السیاسی"، الى اعتماد التوافقیة الدیمقراطیة، محاولة للتخفیف من حجم خسارتهم والحفاظ على مواقعهم ان فی البرلمان او فی الحکومة المقبلة.

من هنا جاء تحدید المالکی لاساس العلاقة بین القوى السیاسیة فی المرحلة المقبلة ای حکم الاغلبیة بالتشاور مع باقی القوى السیاسیة، لالغاء مبدأ المحاصصة السیاسیة وقطع الطریق امام هؤلاء ومن هنا یشیر المراقبون الى ان هذا الاساس یعتبر عاملا یحافظ على خیار محاربة الارهاب الذی عمل على افشاله بعض الکیانات السیاسیة فی العراق تحت مسمیات عدة.
البعض یشیر الى دعوة اراد المالکی توجیهها من خلال کلامه الى قوى التحالف الوطنی لاعادة تفعیله، لکن من خلال وضع اسس جدیدة لتشکیله تتناسب ومعطیات المرحلة الجدیدة مع ما یضمن ایصال شخصیة قویة لرئاسة الحکومة اضافة لتکوین تجمع قوی للقوى الاسلامیة وموحد فی مسألة التعاطی مع القوى الاخرى فی العراق.

وقد انجز العراق الرسمی والشعبی وبنجاح کبیر، الاستحقاق الانتخابی، فرغم التهدیدات الامنیة التی سبقت ورافقت العملیة الانتخابیة، برهن العراقیون انهم یریدون بناء دولة قویة رغم الصعوبات التی تعترضهم، حیث اشارت المفوضیة المستقلة للانتخابات ان المشارکة بلغت 60 بالمئة، ما یعتبر انجازا فی ظل الظروف التی تمر بها البلاد.

هذه المشارکة کانت عاملا مهما فی نجاح الاستحقاق الکبیر اضافة للدور الذی نجحت القوى الامنیة بالقیام به رغم بعض الخروقات التی طالت مراکز للاقتراع.
 

رمز الخبر 186735