جدّد سفیر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی لبنان محمّد فتحعلی العرض الإیرانی المستمر بتزوید «الجیش اللبنانی والأجهزة الأمنیة اللبنانیة کافّة وبلا استثناء، بالأسلحة والمعدات والتدریبات التی یطلبها الفنیون والمتخصصون فی سبیل مکافحة الإرهاب».

 

 

 

 

وفی أول لقاء صحافی منذ مجیئه الی لبنان قبل شهر أجرته معه صحیفة «السفیر» اللبنانیة ونشرته الیوم الثلاثاء قال السفیر فتحعلی: «أعلنّا منذ اللحظة الأولی عن استعدادنا التام للتعاون مع الجیش علی أعلی المستویات ومع کافة الأجهزة اللبنانیة، وأعلنا هذه النیة للجانب اللبنانی ونحن لا نضع شروطا لهذا التعاون، کما فعلت بعض الدول التی قالت إنها تقبل بإعطاء السلاح للجیش اللبنانی بشرط ألا یستخدم ضدّ العدو الصهیونی».

 

التأکید علی التعاون الإقلیمی

وأشار الی أنّ «للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تجربة عریقة فی مجال مکافحة الإرهاب». لافتًا الی أنّ «مکافحة الإرهاب عمل جماعی، ولا بدّ للدول من أن تتکاتف فی هذا المجال، وما یقوم به داعش و غیره من التنظیمات الإرهابیة فی المنطقة یخدم الکیان الصهیونی فحسب لأنه یشعل الفتنة والتقاتل بین المسلمین».

ورأی أنّ «التطورات الإقلیمیة دخلت أکثر المراحل حساسیّة، والتحلی والتمسک بالحکمة والدرایة والتدبیر هی مسائل ینبغی أن تتشبث بها دول المنطقة أکثر من أیّ وقت مضی، وإذا استطاعت کل دولة فی المنطقة ابراز المواهب الحمیدة لدیها فلا شکّ أنها ستقطف مستقبلا نتائج إیجابیّة».

وردًا عن سؤال عمّا إذا کان من دول إقلیمیة لها مصلحة بتوتیر الوضع؟ أجاب السفیر فتحعلی: «یجب علینا أن نوصّف المستجدات الهامة التی تحصل، ومن هی الأطراف التی اعتبرت نفسها ربحت ومن تلک التی تعتبر أنه لحق بها ضرر. لا أرید تسمیة الدول من أجل مقاربة الأمور بحرفیة وخبرة، فقد جرت انتخابات رئاسیة فی سوریا، وأدلی الشعب السوری برأیه، وبعدها جرت انتخابات نیابیة فی العراق فأدلی الشعب العراقی بصوته بشکل حرّ ونزیه، فما هو الأمر الذی استجدّ حتی برز بعد أیام من إعلان نتائج الانتخابات العراقیّة تنظیم مثل داعش ونشط فی الساحة العراقیة وقام بهذه التحرکات العسکریة الواسعة المدی؟».

أضاف: «أعتقد أنه إذا درسنا هذه التطورات وما ترتّب عنها من نتائج، ندرک أن ثمة أطرافاً متضررة مما جری من تطورات».

وردًا عن سؤال آخر قال: «إن ثمة تنظیماً اسمه داعش دخل الساحة. لنقیّم الموضوع من زاویة أخری، فنبیّن تأثیرات داعش علی وتیرة التطورات الإقلیمیة ونتّخذ من هذه المقاربة طریقة واضحة نبیّن من خلالها الحقائق، أعتقد أنّ أیّ خلاف ینشب بین الدّول التی تنتمی الی منطقة الخلیج الفارسی أو الشرق الأوسط تخدم الکیان الصهیونی».

 

نتمنی أن لا یتکرر استهداف السفارة الإیرانیة

وعما إذا کانت هناک مخاوف من استهداف جدید للسفارة الإیرانیة فی بیروت، قال: «استنادا الی المبدأ الثابت الذی ذکرته، أعتقد أنّ البعض لا یستطیع أن یتحمل الدخول الی اللعبة الدیموقراطیة بشکل منفتح أو سلیم، من الطبیعی أنه عندما یقوم طرف بمثل هذا العمل الآثم عبر استهداف المراکز الدیبلوماسیة وقتل الأبریاء، فهو یحمل رسالة معیّنة ویظهر بأنه عاجز عن دخول لعبة دیموقراطیة تحکمها الرسائل الشفافة، ونتمنی من صمیم القلب ألا تحدث هذه الأمور مرّة اخری فی ربوع لبنان الشقیق».

 

لبنان بلغ مرحلة النضوج

وعما إذا کان التفاهم بین إیران والسعودیة یسهّل الانتخابات الرئاسیة اللبنانیة؟ أجاب السفیر فتحعلی: «أعتقد أن الاستحقاق الرئاسی هو لبنانی بامتیاز، ونحن نعتقد أنه لا ینبغی لأی طرف التدخّل البتة فی سیر هذه العملیة».

وعن موقف «حزب الله» قال فتحعلی: «حزب الله هو تنظیم لبنانی ینتمی الی جبهة المقاومة، وهو تیار سیاسی مشروع یعمل علی الساحة اللبنانیة، وبطبیعة الحال حین یکون أی استحقاق سیاسی ینبغی لکل التیارات السیاسیة إبداء رأیها بهذا الاستحقاق».

وأضاف: «أعتقد أن لبنان، بأحزابه وطوائفه وتیاراته السیاسیة، قد وصل بالفعل الی مرحلة النضوج السیاسی لکی یتخذ القرارات التی تخصّه بنفسه، وعندما نعاین التطورات فی لبنان نلحظ أن حزب الله یمارس السیاسة فی الساحة اللبنانیة من وجهة نظر منصفة وعادلة».

 

أی تحول یجب ألا یؤثر علی حزب الله

وعن تأثیر ای اتفاق إیرانی أمیرکی نهائی محتمل حول الملف النووی فی 20 تموز علی «حزب الله»، قال السفیر فتحعلی: «المفاوضات مستمرة بشکل مکثّف، ونحن جدّیون فیها، وبطبیعة الحال فإنّ الجمهوریة الإسلامیة سعت للتصدی للاستقواء الذی یحاول الآخرون ممارسته علیها، ونحن نعتقد أنه ینبغی علینا أن نستند فی مفاوضاتنا مع الغرب الی قواعد القانون الدولی. لقد أظهرنا الإطار العام للمفاوضات منذ بدایة الطریق وحددنا التفاوض بالملف النووی، ونعتقد أنه من خلال هذا الإطار ینبغی السیر قدما بالمفاوضات، وهنالک حرکة مدّ وجذر تنتابها، ولکننا مستمرون بخوضها. أما السؤال عما إذا کان ستستمر بعد 20 تموز، فلکل حادث حدیث».

أضاف: «أنا فی الحقیقة لا أعرف ما هو الرابط بین المفاوضات النوویة وبین حزب الله، فلماذا ننسب کل شیء الی الحزب؟ حزب الله بکل بساطة هو حزب سیاسی فاعل فی الساحة اللبنانیة وله نشاط ممیز سیاسیا، وهو قدّم إنجازا للبنان فی إطار المقاومة العام، وله دور مهمّ جدّا».

 

دعم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لحزب الله

وإذ جدد فتحعلی دعم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لتوجه حزب الله. لفت إلی أن «لحزب الله أطره الخاصة لأنه فی لبنان ونحن فی إیران».

وقال: «حزب الله فی حقیقة الأمر هو حزب راسخ الأرکان فی الحیاة السیاسة اللبنانیة، ولدینا مبادئ ثابتة بأن کل طرف یتصدی للعدو الصهیونی الغاصب والمحتل، بغضّ النظر عن طائفته، یلقی الدعم الإیرانی. واستنادا للنص الصریح لأعلی مرجعیة فی إیران، فالکیان الصهیونی هو غدّة سرطانیّة، وبطبیعة الحال هنالک واجب إنسانی وإسلامی بدعم کل طرف یحاول التصدّی لهذه الغدّة».

 

أصول السیاسة الخارجیة لإیران ثابتة

وردًا عن سؤال قال السفیر فتحعلی: «إن سیاستنا الخارجیة مبنیة علی أصول ثابتة، ولذلک فإن إطارها العام یستند الی تلک المبادئ الثابتة، خلال 3 عقود من عمر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لم تتغیر أسسها الثابتة من حیث الموقف من الکیان الصهیونی ومواجهة التطرف».

أضاف: «إن الدکتور حسن روحانی یعتبر من المبدعین فی مجال الدعوة لمواجهة ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب، وهو طرح الفکرة من علی منبر الأمم المتحدة التی تبنّته، لذا أقول إنها الاسس الثابتة لإیران».

 

سوریا من نسیج المقاومة

وأکد ردًا عن سؤال أن سیاسة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تجاه سوریا «تندرج فی إطار أسسنا الثابتة»، لافتًا إلی أن «سوریا تنتمی إلی نسیج المقاومة»، وقال: «ربما لدی رؤساء الجمهوریة الإیرانیین نظرتهم الخاصة تجاه الأمور الداخلیة فی إیران، لکن ثمة توافقاً تاماً فی وجهات النظر بالنسبة الی المبادئ والأسس التی ترتکز علیها السیاسة الإیرانیة الخارجیة».

 

الحوار بین إیران والسعودیة

وردًا عن سؤال حول الحوار مع السعودیة، قال سفیر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی لبنان: «نحن نعتقد أنه ینبغی أن تجمعنا روابط احترام وحسن الجوار، والسعودیة تأتی فی هذا الإطار».

وأکد السفیر فتحعلی أن التواصل بین طهران والریاض «مستمرّ وقادة ومسؤولو الجمهوریة یعتقدون أنه ینبغی النظر من خلال نظرة شاملة الی کل دول المنطقة، ولا تخرج العلاقات مع السعودیة من هذا الإطار العام، وعلاقاتنا معها موجودة».

وتمنی سفیر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی لبنان «أن تتمکن کل دول منطقة الشرق الأوسط والخلیج الفارسی من التعاون بشکل سلیم یقطع دابر المنظمات الإرهابیة مثل داعش».

 

إیران تعارض أی تدخل أجنبی فی العراق

وأکد السفیر فتحعلی أن الجمهوریة الإسلایمة الإیرانیة تعارض «أی تدخل أجنبی، وخصوصا الأمیرکی فی العراق، لأن هؤلاء یسعون الی قلب نتائج الانتخابات العراقیة الاخیرة وذلک فی خدمة العدو الصهیونی.. ونحن نتمسک بأی شخصیة ینتخبها الشعب فی جوّ حرّ وسلیم».

رمز الخبر 187071