ان رسالة مباحثات بغداد هی ان ایران الیوم فی الشرق الاوسط تتبوأ مکانة ذات نفوذ وفکر روحی اکبر مما شهدته على مر التاریخ الماضی. ان العالم الایرانی الیوم یمتد من قاع البحر الابیض المتوسط حتى حدود الهند. ان اسالیب التدخلات فی منطقة الشرق الاوسط لم یعد لها جدوى. انظروا الى اقصى ولمستقبل الشرق الاوسط نظرة واقعیة وعقلانیة. ان تحقیق الدیمقراطیة فی الشرق الاوسط امر لا یتنافى مع مصالح ایران فحسب بل هو ذاته تحقیق لمصالح شعوب المنطقة. بدلا من ممارسة الضغوط المضاعفة، التی لا طائل منها، ولا هدف، علیکم الاعتراف رسمیا بمکانة ایران. اذا ما کانت المعرفة حقیقیة للامکانیات المتاحة وذات طابع منطقی وعقلانی عندها سیکون التوصل الى سبل الحل اللازمة اکثر اعتمادا من باقی السبل التی تتبادر الى الذهن والفکر.
اما رسالة بغداد لاولئک الذین هم فی رکبنا فهی تقدیر العظمة، الجهاد وعمق التعاون بین الشعب والحکومة باعتبارها میراثا باقیا للثورة والعمل بتعهداتهم ووعودهم. ان صلة جهاد الشعب وصبره وصموده ینبغی ان ترتبط بجهودکم وصراحتکم ووضوحکم انتم العزاء بما یتداعى لاذهان الجمهور وجود حقیقة ارتباط بین التیار. ان خلق ومصیر حادثة تاریخیة بات الیوم بین یدی کلامکم واقلامکم ودرایتکم وتدبیرکم وفکرکم الخلاب.
انتم لستم سیاسیو ساحة السیاسة والسلطة، رجاء! لا تنسوا انکم جنود هذا الشعب وممثلی هؤلاء الناس وامناء القائد وان اتجاه مسؤولیتکم العظمى اذا لم یترافق مع خلوص النیة والتی من المؤکد انه کذلک فحینها لا یمکن تحصیل مصالح ومنفعة الشعب. انتم رسل هذا الشعب! وکافة افراد المجتمع، الاحزاب، الاطیاف وکل من یعتریه قلق الامام والقیادة فیما یخص کیان ومصیر الثورة والبلاد ، سیکونون من الداعمین لکم ویقفون الى جانبکم ولا شک ان وجود ثروة بهذا الحجم العظیم لا بد ان تتکلل بالنصر الالهی.
ینبغی التأکد ان اولئک الذین یتشبثون بالسلطة والمناصب لن یکونوا اشخاصا یصنعون التاریخ وانتصاراته. وکما لمسنا فی سلوک ونهج الامام والقائد من ان تحقیق الاهداف له الاسبقیة وحق التقدم على کسب السلطة وتحصیل المصالح الفردیة. لا شک ان الرقی بالسلطة والمکانة واقتدار ایران الیوم وعبورها من ممر السیاسة الدولیة المملوء بالتحدیات ومن نظام اللامساواة الدولی ، رهن بعناصر کبرى مثل الایمان والاخلاص، الصبر والمقاومة والدرایة والحذاقة التی یتمتع بها اولئک الذین صنعوا ملحمة الـ 3 من خرداد – 23 مایو/ایار (تحریر خرمشهر) اولئک الذین سطعوا على صفحة التاریخ المشرق لهذه البلاد.
30349