٠ Persons
١٣ فبراير ٢٠١٣ - ١٢:٣٤

أحمد إبراهیم

خبرأونلاین- کذبة دیسمبر لم تختلف عن کذبة أبریل! الأُولى طال عمرها، عاشت ولم تمت منذ وُلدت 'کذبة إبریل' قبل عقود، تتوالد وتتناسل کل عام!
والثانیة یخسف عمرها 'کذبة دیسمبر'، أنجبتها سویعات معدودة لیوم 21 دیسمبر هذا العام، بأن 'الکون والکائنات ستتلاشی فی مثل تلک الساعات!'.. لکنها هی التی تلاشت فی مثل تلک الساعات!
ویقال عن (کذبة إبریل) إنها لعبة إنکلیزیة، إبتکرها اللون العنصری الأبیض عن بُعد، لتسخیر ذوی الألوان الداکنة ببلاد المسلمین، تُحرّکهم دُمى بالریموت وبعقر دارهم ولو مرة کل عام .. إنهم هم ضحکوا علینا ذات مرة، ونحن نضحک على بعضنا الف مرة!
إنه العصا المخملی الناعم العبوس، للإستعمار الحاقد العجوز، الذی إهتزّ عرشه یوما، وإنزلق قدمه متزلزلا متراجعا عن تلک المساحات التی لاتغیب عنها الشمس کما زعموا، ترکوها حاقدین مجبرین، فعادت لها بالعصا الثقافی الغلیظ، بالنُّکت والکومیدیات المقلوبة، وبالمسرحیات المنکوبة، وبالمعاهد الثقافیة الممتدة إلى مساحات ما لاتغیب عنها الشمس کما یعتقدون!
وفی الخلیج الفارسی ، وعلى جانب کبیر من الوادی العامر الکبیر، وما ان لاحت للخلیجیین من الجانب الآخر من الوادی، تلک اللوحة الموهومة بنهایة الکون فی دیسمبر2012، إلا وتحالف الخلیجیون قادة وشعبا فی دیسمبر2012 فی القمة الخلیجیة الثالثة والثلاثین المنعقدة بالمنامة عاصمة مملکة البحرین الشقیقة، تحالفوا لبناء أعلى، ولبقاء أبقى وأقوى، بإقرار (الإتحاد) بعد (التعاون).
والخلیجیون بمذهب واحد فی هذه البُقعة الآمنة من الجزیرة العربیة المجاورة لمهبط الوحی والتنزیل، ما هم الا بلُحمة واحدة بملامح بعضهم البعض، وبعادات وتقالید بعضهم البعض، یحملون أسماء وألقاب بعضهم البعض، متداخلون فی قبائل
وعشائر بعضهم البعض من آباء وأبناء وأنساب وأحفاد، إنهم قرروا بالإجماع فی القمّة الأخیرة، إحلال الکُلّیة محلّ البعضیة فی القمة المقبلة، فلا تبعیض بعد الإتحاد بین الإماراتی والسعودی، بین القطری والکویتی، ولا بین العمانی والبحرینی.
وبهذا القرار والإقرار سنکسب بإذن الرحمن کل الملامح الجغرافیة للمواطن الواحد فی الوطن الواحد وبالهویة الواحدة إن شاء الله تعالى.
إن کان (مجلس التعاون الخلیجی) قد حقق (البعض) الکثیر منذ النشأة بمسیرة ثلاث وثلاثین حولا، فإن على (الإتحاد) من النشأة أن یأتی بذلک (الکل) من ذلک (البعض)، وأن یحقق الطموحات الجغرافیة الإستراتیجیة والإجتماعیة الإقتصادیة کلها، لأبناء المنطقة الشرعیین کلهم، لیس على مستوى السوق الخلیجیة المشترکة، والعُملة الخلیجیة الموحدة والتعلیم الخلیجی المتکامل فحسب، بل وأیضا لیتوالد ویتناسل من هذا الإتحاد ذلک الخلیجی المتکامل المُکمل المؤیّد له من جیل لجیل.
الإتحاد الحقیقی، هو ما لا یُسمح بتجارب ما سبق فشل تجاربها، ولا تألیف ما سبق تألیفه بعد الإفتتاح، ولا شرح ما إنتهى شرحه قبل الإفتتاح، ولا طباعة ما تمّ نشره بالرقابة ودون الرقابة، ولا التسامح للرقص والتطبیل لأغان فاشلة سبق بثّها ونشرها، ولا تأشیرات لأقلام الإرتزاق کانت لنا یوما وباتت علینا أیاما.
بل ولا مساحة لأناشید وطنیة سبق إستنساخها، إن النشید الوطنی الحقیقی هو، تمزیق النسخ الکربونی النقلی، ودفنه تحت النقش الحجری الأصلی، النشید الوطنی للإتحاد هو کلٌّ بلا تبعیض، النشید الحقیقی هو أصلٌ لیس له نسخة ورقیة او رقمیة ثانیة. فی عالمى الأبدان والأذهان، النشید المرجوّ للإتحاد هی الخریطة المرجوّة ذاتها، تلک الخریطة التی لا سابقة لها قبل التعاون ولا لاحقة لها بعد الإتحاد، وتأتیک بالمساحة المرجوة التی لامساحة فیها لکذبة إبریل ولا کذبة دیسمبر ولا کذبة حزیران ولا أکاذیب أخرى دخیلة او متداخلة.
لا أعتقد ان وحدة الشعارات والألوان والأوزان للهویات والعُملات، ستضمن لنا وحدة الصف بتلک المساحة المرجوة فی الأوطان إن لم نقم بطرد ذلک الشیطان! لو کان الأمر بذلک الیُسر، لکان قد تحقق الإتحاد فی العراق ولبنان قبل غیرهما من بلدان، حیث کل العراقیین باللون الموحد للدینار العراقی فی جیوبهم، وبالعلم العراقی فوق رؤوسهم، والهویة العراقیة الموحدة فی الأیادی، وکذلک اللبنانی بإخضرار الأرُز واللیرة اللبنانیة فی کل مکان، لکن الشیطان الطائفی کان ثالث الألوان والأوزان من بغداد الى الفلّوجة والنجف وکربلاء، ومن بیروت الى طرابلس وصیدا وبعلبک، وهو یبحث الآن عن جواز سفر وتأشیرة دخول لعواصم أخرى من دمشق وصنعاء وعدن والقاهرة والإسکندریة!
علینا قطع الطریق أمام تبعیض کل الشیاطین، شیاطین الجن والإنس إن أرادت التسلّل إلینا خلسة بهویة حقیقیة او مزورة، بتأشیرة سیاحیة مؤقتة او إقامة إستراتیجیة دائمة، بجواز سفر کذبة إبریل او بطاقة مرور کذبة دیسمبر، بقلادة کریسماس المسیح علیه السلام، أو بعباءة المولد النبوی الکریم صلى الله علیه وسلم، بعمامة إمام محراب الإیمان، او بلحیة أبی لهب وشوارب جنکیز خان، بأعلام عاشوراء الحسین السوداء، او بیارق بابا نویل الحمراء!
 

رمز الخبر 184399