٠ Persons
٦ أغسطس ٢٠١٣ - ١٥:٢٩

من الملفت للمراقب ، أن تصریحات الرئیس الایرانی حسن روحانی بعد أدائة الیمین الدستوریة یوم الاحد الماضی والتی رسم فیها سیاسة حکومته تجاه الاوضاع فی الداخل والعلاقات مع الخارج ، قوبلت بترحیب حار من قبل الاوساط السیاسیة خارج ایران وکان الاوروبیون فی مقدمة المرحبین بتصریحاته معتبرین أنها تصریحات تدعو الى التفاؤل .

 

کما ان العدید من الدول المجاورة اعربت عن تفاؤلها بکلمة الرئیس الایرانی الجدید ، معلنة عن ترحیبها  بالموقف الرئاسی الجدید وفتح صفحة جدیدة فی العلاقات الثنائیة.
ان دعوة ممثلی 55 دولة للمشارکة فی حفل تنصیب الرئیس الایرانی ، تظهر للجمیع ان ایران مصممة على اثبات حسن نیتها تجاه دول الجوار ودول  العالم وترید من الاخرین أن یثبتوا هم ایضا حسن نیتهم تجاه ایران، وان یدعو سیاساتهم الماضیة جانبا ویفتحوا صفحة جدیدة فی العلاقات مع ایران خاصة بعد تصریحات الرئیس حسن روحانی .
الرئیس الایرانی تکلم مع دول العالم وخاصة  الولایات المتحدة  والاتحاد الاوروبی کلاما صریحا لا لبس فیه معربا عن امله بان تتعامل هذه الدول مع ایران معاملة الند بالند لا معاملة تنم عن الاستعلاء والغطرسة  قائلا: أقولها بصراحة اذا أردتم ردا مناسبا (من ایران) ، لا تتحدثوا مع ایران بلغة الحظر بل بلغة التکریم والاحترام .
الرئیس روحانی لم یجد لغة التهدید والوعید السبیل الامثل الى اقامة علاقات متبادلة ومتکافئة بین الدول  ، بل رای انه "لا یمکن فرض الاستسلام على الشعب الایرانی من خلال العقوبات او التهدید بالحرب، بل ان التعامل الوحید مع ایران یتمثل بالحوار المتبادل والمتکافئ والحد من العداء، وان التعامل المتکافئ سیکون الاساس لسیاستنا الخارجیة"
وردا على من یتهمون ایران بانها تهدد السلام والاستقرار فی المنطقة قال الرئیس روحانی " ان جمهوریة ایران الاسلامیة بصدد إقامة السلام والاستقرار فی المنطقة، واصفا ایران بأنها مرسى الاستقرار فی المنطقة المضطربة، قائلا: لسنا بصدد تغییر حدود الدول، وان الامن والاستقرار یعتمد فی الالتزام بمطالب شعب کل بلد، ونرى من حق الشعوب ان تشارک فی تقریر مصیرها، ومن حق الشعوب الدفاع امام ای عدوان واحتلال".
الرئیس الایرانی وعد فی کلمته بان یبذل قصارى جهده لبناء الثقة مع مختلف الدول وخاصة دول الجوارالعربیة وقال بصراحته المعهودة "ان حکومته ستبذل قصارى جهودها لبناء الثقة مع محیطها ومختلف الدول، وان الشفافیة هی باب بناء الثقة، وان الشفافیة لا یمکن ان تکون من جانب واحد، وقال: ان التهدئة والشفافیة ستحدد مسیرتنا، مشددا على ان ایران لم تکن داعیة الى الحرب مع ای دولة، وقد دفعت ایران ثمنا باهظا لصیانة استقلالها، ومازالت ترى اهمیة کبرى لعزتها وکرامتها، ورغم معاناة الشعب من ضغوط کبیرة، الا ان مشارکة المواطنین فی ملحمة الانتخابات، اثبتت انهم جادون فی الدفاع عن مبادئهم ونظامهم."
لقد آن الأوان لبعض الدول المجاورة  التی بسبب مشاکلها الداخلیة وضعف سیاستها الخارجیة ، تتخذ مواقف عدائیة تجاه ایران، وتعلن عبر صحافتها فی الداخل والخارج عن تشاؤمها بالنسبة لموقف ایران المستقبلی  ، وتعلن عبر کتابها أن الرئیس الایرانی سوف لن یوفق فی حل القضایا الداخلیة والدولیة وخاصة الملف النووی وعلاقاتها الخارجیة ، أن ترفع قناع الشؤم عن وجهها ، وتتفائل بالمستقبل وان تدع الشعوب فی المنطقة لتقرر مصیرها بنفسها، لا ان تتدخل فی شؤون مختلف الدول وتقدم دولارات النفط للاطاحة بالحکومات والانظمة ،  وتعمل على اشعال الحروب المذهبیة هنا وهناک خدمة لاهداف قوى کبرى ترید توتیر الاوضاع فی المنطقة .
الرئیس الایرانی کان واضحا فی الاعلان عن سیاسات ایران الداخلیة والخارجیة ، وسوف تبدا الحکومة المقبلة نشاطاتها بعد الحصول على ثقة البرلمان، ومن المتوقع ان تبدا دول العالم الرد ایجابیا على مواقف الرئیس روحانی، وان تتعامل معها  بایجابیة وحسن نیة ، وان تضع نصب اعینها المصالح المتبادلة  والمشترکة.

قناة العالم

رمز الخبر 185281