قال الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین إن بلاده ستواصل تقدیم مساعدات بما فیها أسلحة لسوریة.

وأضاف أن زعماء مجموعة العشرین لم یتمکنوا من تحقیق تقارب فی مواقفهم بشأن الأزمة السوریة خلال القمة. وشدد بوتین فی مؤتمر صحفی فی ختام قمة العشرین فی بطرسبورغ الجمعة 6 سبتمبر/أیلول، على أن استخدام القوة ضد دولة ذات سیادة محظور بالقانون الدولی إلا للدفاع عن النفس أو بقرار من مجلس الأمن. وشدد على أن معظم المشارکین فی قمة العشرین أکدوا رفضهم لأیة عملیة عسکریة ضد دمشق.

العمل على زعزعة الاستقرار فی الشرق الأوسط

سیأتی بنتائج عکسیة واعتبر بوتین أن العمل على زعزعة الاستقرار فی الشرق الأوسط، سیأتی بنتائج عکسیة. وشدد على أن جمیع الأحداث فی الشرق الأوسط تنعکس على الاقتصاد العالمی. وقال: "فی هذا الوضع الصعب بالنسبة للاقتصاد العالمی برمته، ستأتی زعزعة استقرار الوضع فی الشرق الأوسط بنتائج عسکریة على الأقل".

کل ما حصل بشأن استخدام الکیمائی هو استفزاز من المسلحین الذین یأملون بدعم خارجی

وشدد الرئیس الروسی على أن الوضع المتعلق باستخدام السلاح الکیمیائی فی سوریة ناتج عن استفزاز من قبل المسلحین. وقال: "أنطلق من أن کل ما حصل بشأن الاستخدام المزعوم للسلاح الکیمیائی، ما هو إلا استفزاز من قبل المسلحین الذین یأملون بمساعدة من الدول التی دعمتهم منذ البدایة. وهذا هو هدف هذا الاستفزاز".

معظم الدول المشارکة فی قمة العشرین تعارض شن عملیة عسکریة ضد سوریة

نفى الرئیس الروسی أن یکون المشارکون فی القمة انقسموا الى قسمین متساویین بشأن سوریة، مشددا على أن معظم الدول رفضت أی عمل عسکری ضد دمشق. وتابع أن کلا من الولایات المتحدة وترکیا وکندا والسعودیة وفرنسا دعت الى ضرب سوریة، کما دعا رئیس الوزراء البریطانی دیفید کامیرون، إلا أن برلمان بلاده قد منع مشارکة بریطانیا فی أی عملیة ضد سوریة. أما من الدول التی رفضت التدخل العسکری، فکانت، حسب بوتین، روسیا والصین والهند وإندونیسیا والأرجنتین والبرازیل وجنوب إفریقیا وإیطالیا. وتابع الرئیس الروسی أنه شخصیا فوجئ بموقف الهند وإندونیسیا وهی أکبر دولة مسلمة، اللتین رفضتا توجیه الضربة الى سوریة بحزم. وذکر أن استطلاعات للآراء تظهر أن معظم سکان الدول التی تدعو الى العمل العسکری فی سوریة یعارضون الحرب. وتابع بوتین أن ألمانیا تتعامل مع القضیة السوریة بحذر شدید، ولا تخطط للمشارکة فی أیة عملیات قتالیة. کما أعاد الى الأذهان أن بابا الفاتیکان أکد فی رسالته الأخیرة أن بدء سلسلة جدیدة من العملیات الحربیة أمر غیر مقبول.

 بوتین: سنواصل تقدیم المساعدات لسوریة

وأکد بوتین على عزم موسکو مواصلة تقدیم المساعدات إلى سوریة. وقال ردا على سؤال عما إذا کانت موسکو ستساعد سوریة فی حال تعرض الأخیرة لضربة عسکریة: "هل سنساعد سوریة؟ طبعا، سنساعد. ونحن نساعدها حالیا، ونقدم لها أسلحة ونتعاون فی المجال الاقتصادی. وآمل فی أن یکون هناک مزید من التعاون فی المجال الإنسانی، بما فیه تقدیم مساعدات إنسانیة".

بوتین: التقیت أوباما لکن کلا منا بقی متمسکا بموقفه

أکد بوتین أن لقاءه مع أوباما على هامش قمة العشرین ترکز على الوضع فی سوریة، مؤکدا أن کلا منهما بقی متمسکا بموقفه. وفی الوقت نفسه وصف الرئیس الروسی محادثاته مع نظیره الأمریکی بغنیة المضمون والبناءة، قائلا إنها جرت فی أجواء ودیة. وتابع أن لقاءه مع أوباما استمر نحو نصف الساعة. وأضاف أنه وأوباما على حد سواء یتفهمان حجج الطرف الآخر، مشیرا الى أنهما، على الرغم من بقاء الخلافات، یستمعان الى هذه الحجج ویحاولان تحلیلها. وفی الوقت نفسه، قال بوتین إنه اتفق مع نظیره الأمریکی حول "بعض الخیارات" المتعلقة بالتسویة السلمیة للأزمة السوریة. وأضاف أن وزیری خارجیة البلدین سیرغی لافروف وجون کیری سیعقدان لقاء قریبا لبحث هذه المواضیع.

بوتین: استخدام القوة ضد دولة ذات سیادة محظور بالقانون الدولی إلا للدفاع عن النفس أو بقرار من مجلس الأمن

اعتبر بوتین أن الولایات المتحدة ودولا أخرى فی حال توجیهها ضربة الى سوریة ستضع نفسها خارج القانون. وقال: "أعید الى الأذهان إنه لا یمکن استخدام القوة ضد دولة ذات سیادة إلا للدفاع عن النفس، ومن المعروف أن سوریة لا تعتدی على الولایات المتحدة، أو بقرار من مجلس الأمن". وتابع: "قالت إحدى المشارکات فی مناقشاتنا أمس، إن الذین یتصرفون بشکل مختلف، یضعون أنفسهم خارج القانون".

توجیه ضربة إلى سوریة ستعیق الجهود الرامیة إلى إقناع کوریا الشمالیة بالتخلی عن برامجها النووی

اعتبر الرئیس الروسی أن توجیه ضربة عسکریة الى سوریة قد تسفر عن عرقلة تسویة القضیة النوویة لکوریا الشمالیة. وقال: "وفی هذه الظروف فلتحاولوا إقناع الکوریین الشمالیین بالتخلی عن البرنامج النووی!". ونقل بوتین عن رئیس جنوب إفریقیا قوله خلال المناقشات التی جرت خلف أبواب مغلقة، إن الدول الصغیرة تشعر نفسها مهانة ومعرضة للأخطار". وأقر بوتین بأن هذا الکلام صائب.

روسیا الیوم

رمز الخبر 185447