وجاء فی بیان نشر على الموقع الرسمی للمعلومات القانونیة،: "بسبب تغیر الظروف بشکل جذری وظهور خطر على الاستقرار الاستراتیجی نتیجة خطوات غیر ودیة من قبل الولایات المتحدة الأمریکیة تجاه الاتحاد الروسی، وعجز واشنطن عن تأمین تنفیذها التزاماتها حول معالجة البلوتونیوم العسکری الفائض، وفقا للاتفاقات الدولیة، قرر الرئیس الروسی تعلیق سریان مفعول الاتفاقیة الروسیة الأمریکیة حول معالجة البلوتونیوم المذکور والتعاون فی هذا المجال".
وذکرت مصادر مطلعة أن روسیا ستستأنف العمل باتفاقیة البلوتونیوم مع الولایات المتحدة فی حال ألغت واشنطن العقوبات وفق" قانون ماغنیتسکی" وکل العقوبات الأخرى ضد روسیا.
ویتضمن ذلک العقوبات الأمریکیة ضد روسیا وفق قانون دعم حریة أوکرانیا فی 2014، وکل العقوبات المفروضة ضد الشخصیات والمؤسسات الروسیة، ویجب أیضا تقلیص المنشآت العسکریة فی دول الناتو.
وأکد المرسوم الرئاسی أن الحدیث یدور عن البلوتونیوم، "الذی لا یستخدم لأهداف صنع أسلحة نوویة أو معدات تفجیر نوویة أخرى ولا یستخدم فی دراسات وتجارب وأعمال تخطیط متعلقة بتلک المعدات أو لأی أهداف عسکریة أخرى".
وتشدد الوثیقة على ضرورة حصول روسیا على تعویضات عن کل الخسائر التی سببتها العقوبات والعقوبات المعاکسة، وعلى الولایات المتحدة أن تقدم خطة واضحة ودقیقة عن التخلص الذی لا عودة فیه من البلوتونیوم الذی یقع تحت تأثیر الاتفاقیة.
وأوعز بوتین إلى وزارة الخارجیة الروسیة بإرسال مذکرة بهذا الشأن إلى الجانب الأمریکی.
کما عین الرئیس الروسی سیرغی ریابکوف نائب وزیر الخارجیة الروسی مفوضا رسمیا له لدى نظر مجلسی الجمعیة الفدرالیة الروسیة (البرلمان) فی مسألة تعلیق عمل الاتفاقیة المذکورة والبروتوکولات الملحقة.
تجدر الإشارة فی هذا السیاق إلى أن الاتفاقیة الروسیة الأمریکیة المذکورة وقعت فی 29 أغسطس/آب عام 2000، وقضت بتصفیة فائض البلوتونیوم العسکری فی روسیا والولایات المتحدة، إذ إن روسیا تقوم، على سبیل المثال، بتدویر البلوتونیوم العسکری إلى الوقود للمحطات الکهرذریة.
وکان من المفترض أن یباشر کل من الجانبین إزالة احتیاطیاته المکشوفة من البلوتونیوم بحجم 34 طنا فی عام 2009، إلا أن العملیة تعثرت بسبب ظهور خلافات حول مصادر وحجم التمویل، کما وقعت فی عام 2010 وثیقة إضافیة تنص على بدء عملیة المعالجة فی عام 2018.
وکان الرئیس الروسی قد اتهم الولایات المتحدة فی أبریل/نیسان الماضی بعدم تنفیذ التزاماتها الخاصة بتصفیة البلوتونیوم العسکری، مشیرا إلى أن واشنطن أعلنت عن تغییر تکنولوجیا معالجة البلوتونیوم من جانب واحد بشکل یسمح لها بالحفاظ على إمکانیة إعادة معالجة المادة وتحویل البلوتونیوم إلى البلوتونیوم العسکری من جدید.
من جهة أخرى، أکدت الوکالة الذریة الروسیة "روس آتوم" الاثنین أن هذه المؤسسة الحکومیة نفذت التزاماتها فی إطار الصفقة مع الولایات المتحدة بشکل مبکر من خلال تشغیل مصنع لإنتاج الوقود المختلط من مادتی الیورانیوم والبلوتونیوم وکذلک تشغیل مفاعل فی محطة بیلویارسک یمکن استخدام هذا الوقود المختلط فیه.
لافروف: واشنطن لن تتمکن من التعامل مع روسیا من منطلق القوة وبلغة العقوبات
أعلن وزیر الخارجیة الروسی سیرغی لافروف أن تعلیق الاتفاق مع واشنطن بشأن معالجة البلوتونیوم إجراء اضطراری وإشارة إلى أنها لن تتمکن من التعامل مع روسیا من منطلق القوة وبلغة العقوبات والإنذارات النهائیة مع الحفاظ على التعاون مع روسیا فی مجالات تخدم مصالح الولایات المتحدة.
وقال لافروف فی بیان نشر على موقع الخارجیة الروسیة الاثنین إن "خطوات واشنطن غیر الودیة تؤدی إلى تغییر الوضع فی مجال الاستقرار الاستراتیجی والحد من فرص تقلیص الأسلحة النوویة".
خیبة أمل أمریکیة بسبب القرار الروسی بالانسحاب من اتفاقیة البلوتونیوم
من جهته، أعلن المتحدث الرسمی باسم البیت الأبیض جوش إرنست الاثنین 3 أکتوبر/تشرین الأول أن الولایات المتحدة تشعر بخیبة أمل بسبب القرار الروسی بالانسحاب من اتفاق ثنائی بشأن التخلص من البلوتونیوم.
وقال إرنست خلال مؤتمر صحفی: "هذا البیان هو بمثابة قرار الانسحاب وقد خیب أملنا".
وأضاف قائلا: "هذا القرار یصب فی إطار القرارات الأخرى التی تؤدی إلى العزلة الدولیة لروسیا"، مشیرا إلى أن "مثل هذه القرارات تتضمن السیاسات الروسیة فی أوکرانیا وفی سوریا."
من جانبها، نفت الناطقة باسم الخارجیة الأمریکیة إلیزابیث ترودو، أن "تکون هناک صلة بین وقف العمل باتفاقیة البلوتونیوم بین واشنطن وموسکو ووقف التعاون بینهما فی الشأن السوری"، قالئلة: "من جانبی لیس هناک رابط بین المسألتین".
المصدر: روسیا الیوم