اختتم زعماء العالم الاسلامی قمتهم الاستثنائیة فی مکة المکرمة لیل الاربعاء الخمیس بالتاکید على دعم الشعوب الاسلامیة "المقهورة"، فضلا عن الدعوة الى محاربة الفتن بین المذاهب ومکافحة الارهاب.

 

ودعت القمة الى الوقف الفوری للعنف فی سوریا کما قررت رفع قضیة اقلیة الروهینجیا المسلمة فی بورما الى الجمعیة العامة للامم المتحدة، وتبنت مبادرة الملک السعودی عبدالله بن عبدالعزیز بانشاء مرکز للحوار بین المذاهب الاسلامیة فی الریاض.

واضاف البیان ان قادة دول المنظمة التی تضم 57 عضوا وتمثل اکثر من 1,5 ملیار نسمة فی العالم، اتفقوا "على اهمیة وضرورة الحفاظ على وحدة سوریا ووحدة اراضیها والایقاف الفوری لکافة اعمال العنف مع تعلیق عضویة سوریا فی منظمة التعاون الاسلامی".

ودعا "میثاق مکة"، وهو الاعلان الختامی المشترک الصادر عن القمة، الى "تجنب بعضنا استخدام الطائفیة المذهبیة لخدمة سیاسته واهدافه بدلا من استخدام السیاسة لخدمة الدین".

واکد نص المیثاق على "الوقوف صفا واحدا مع الشعوب الاسلامیة المقهورة التی ترزح تحت الظلم والقهر بمسمع ومرأى من العالم اجمع وتواجه عدوانا بشعا ضد المواطنین العزل ناشرة الدمار والقتل فی المدن والقرى الامنة".

کما شدد المیثاق على المضی قدما فی "محاربة الارهاب والفکر الضال المؤدی الیه وتحصین الامة منه وعدم السماح لفئاته بالعبث بتاریخ الامة وتعالیم کتابها وسنة نبیها".

واکد المیثاق على "الوقوف صفا واحدا فی محاربة الفتن التی بدات تستشتری فی الجسد الاسلامی الواحد على اسس عرقیة ومذهبیة وطائفیة".

واعتبر البیان ان ذلک "لن یتأتى الا من خلال احترام بعضنا البعض سیادة واستقلالا وعدم التدخل فی الشؤون الداخلیة بدافع مسؤولیة بلد عن مواطن بلد لاخر تحت ای ذریعة او شعار".

کما حمل المیثاق الاعلام مسؤولیة کبیرة فی "درء الفتن وتحقیق اسس وغایات التضامن الاسلامی".

الى ذلک شدد قادة الدول الاسلامیة على "اهمیة قضیة فلسطین باعتبارها القضیة المحوریة للامة الاسلامیة وانهاء الاحتلال الاسرائیلی للاراضی العربیة والفلسطینیة المحتلة منذ العام 1967 بما فی ذلک القدس الشریف".

کما حملوا کیان الاحتلال الاسرائیلی مسؤولیة توقف مفاوضات عملیة التسویة.

وعلى صعید آخر، قرر زعماء الدول الاسلامیة رفع قضیة اقلیة الروهینجیا المسلمة فی بورما الى الجمعیة العامة للامم المتحدة، مستنکرین عنف السلطات ضدهم.

وقال البیان الختامی لقمة منظمة التعاون الاسلامی ان قادة دول المنظمة عبروا عن "ادانتهم الشدیدة لاستمرار سلطات میانمار (بورما) فی استخدام العنف ضدهم وانکار حق المواطنة".

وذکر البیان الختامی ان القمة "قررت تصعید قضیتهم (الروهینجیا) ونقلها الى الجمعیة العامة للامم المتحدة".

واکد الامین العام لمنظمة التعاون الاسلامی اکمال الدین احسان اوغلی فی مؤتمر صحافی عقب الجلسة الختامیة للقمة ان جمیع قادة المنظمة تطرقوا فی کلماتهم الى قضیة الروهینجیا، ما یؤکد للمجتمع الدولی وللحکومة البورمیة ان "اکثر من ملیار ونصف ملیار مسلم یقفون خلف" مسلمی بورما.

ودانت القمة بشدة ما قالت انها "جرائم ضد الانسانیة" ترتکبها حکومة میانمار بحق اقلیة الروهینغیا المسلمة.

واکد "میثاق مکة" على ان "سیاسة التنکیل والعنف التی تمارسها حکومة میانمار ضد مواطنیها من جماعة الروهینجیا المسلمة هی جرائم ضد الانسانیة ومحل استنکار وقلق شدیدین من دول وشعوب العالم الاسلامی بصفة خاصة ودول وشعوب العالم بصفة عامة".

واعتبر قادة الدول الاسلامیة انه یتعین "على حکومة میانمار الکف فورا عن هذه الممارسات واعطاء الروهینجیین حقوقهم کمواطنین فی دولة میانمار".

وشارک حوالى 40 رئیس دولة فی قمة منظمة التعاون الاسلامی التی دعا الیها الملک السعودی.
 

رمز الخبر 182897