خبراونلاین - ان العمل المهین المتمثل بالاساءة الى النبی الاعظم (ص) یمکن تحلیله من عدة زوایا مختلفة یتم الاشارة الیها فیما یلی:
1-مثل هذه الافعال انما تظهر ان النظام العلمانی للغرب یقوم فی بعض الاحیان وفی نفس الاطار الذی حدده بنفسه بالخروج عن السیطرة والقیام باجراءات یعتبرها العلماء ومخضرمو المجتمع مذمومة وبذیئة. ان مسلسل الاساءات للنبی الاعظم خلال السنوات الاخیرة انما یعکس ان نظام الغرب العلمانی وفی مجال حفظ وصیانة القیم ومراعاة حدود القیم لا یمتلک القدرة على السیطرة علیها وبات لا یمکنه التحکم بزمام الامور.
2-ان حدوث هذه الافعال بالتزامن تماما مع ذکرى احداث 11 ایلول انما یشیر الى وجود مسار فی الغرب یعمل تحت عنوان خشیة الاسلام (Islam ophobia) والقیام باظهار الاسلام بصورة عنیفة. ویسعى الى ربط بعض الاعمال الارهابیة بالثقافة الاسلامیة. واننی اعتقد ان هذا الاجراء هو حرکة تم التخطیط لها وفقا لاطار ثقافی. وهو الوجه الذی یتم تسویقه عن الثقافة الاسلامیة فی الغرب. لانه لو کان تم التعامل بحزم مع الاحداث المشابهة واتخذ الغرب رد فعل مناسب مثلما یتخذ ازاء قضیة لحقوق الانسان فی احدى بقاع العالم وقعت فی الاعوام الماضیة ، لکنا شهدنا الیوم نتائج افضل ولما وقعت هذه الاحداث. لذا یمکن تصنیف هذه الواقعة على انها نوعا من کراهیة الاسلام وخشیته قیما وثقافة.
3-اذا ما القینا نظرة من الناحیة العملیة والتطبیقیة، نرى ان ما حدث فیما یخص الاساءة للنبی الاعظم (ص) صب فی صالح العالم الاسلامی واسهم فی فضح معالم صورة الغرب وتدخله فی الربیع العربی والثورات التی تحدث فی المنطقة. فی ظل اجواء التدخل المباشر لامیرکا فی الثورات التی تشهدها المنطقة، اسهمت هذه الواقعة فی عکس مسار العملیة. ففی الوقت الذی تسعى فیه امیرکا الى استقطاب آراء العالم الاسلامی نحو نوع من الدیمقراطیة المزعومة التی تدعیها ، ادت هذه الواقعة الى الذهاب بالرای العام نحو معارضة الولایات المتحدة الامیرکیة.
4-هذه الواقعة اسفرت عن تأیید مواقف الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وسلطت الضوء على الدوائر الغربیة وفضحتها امام العالم الاسلامی. فی ظل الاجواء التی تفرض فیها الضغوط ضد ایران، تعتبر هذه الحرکة من ضمن الاجراءات الخاطئة للغرب التی جعلت افکار العالم تدرک اوجه القصور التی یعانی منها الغرب. لا شک ان هذه الواقعة والاساءة الکبیرة ستؤثر بشدة على صورة امیرکا الدولیة لدى مسلمی العالم وفی الوقت الذی یسعى فیه اوباما من خلال البرامج الالکترونیة الى تحسین صورة امیرکا لدى العالم، ادت هذه الواقعة الى تشویه هذه الصورة لدى المسلمین بشکل اکبر.