أکد "مرکز کارنغی" الأمیرکی فی مقال تحلیلی تناول مسار ملف إیران النووی خلال العقد الأخیر، معتبرا أن سیناریو الحوار مع طهران لا زال هو السبیل الأمثل أمام الغرب لحل هذا الملف.

 

وفی إشارة إلى توصل طهران والسداسیة لاتفاق حول مواصلة الحوار فی جولة المحادثات الأخیرة وما أعقبه من انتقادات لاوباما بتأجیل التکتیکات ضد إیران شدد المقال على أن هذه الانتقادات کانت ستستمر حتى إذا تم التوصل إلى نتائج مهمة مضیفا: "لکن الملاحظ فی کل هذه الانتقادات هو عدم تقدیم سیناریوهات جدیدة فی الحوار".
وأردف المرکز قائلا: "کونوا على ثقة بأن الانتقادات ـ سواء "الإسرائیلیة" أو الأمیرکیة ـ لیست إلا جعجعة لتشدید الحظر.. غیر أن تصور أن الحظر سیسرّع من سقوط النظام فی إیران هو تصور أحمق ومحض سذاجة".
وأوضح أن رفض المحادثات هو بمثابة طرح الحل العسکری وهو ما یقر به بعض منتقدی المحادثات أیضا وقال: "مع ذلک فمن الواضح تماما أن دعاة الضربة العسکریة على إیران لا یجرؤون على التفوه بذلک علنا؛ لأنه لا أمیرکا ولا "إسرائیل" میّالة لإشعال حرب اخرى فی الشرق الأوسط".
وفی معرض إشارة المقال إلى اعتقاد أغلب المحللین والمراقبین بأن ضرب إیران عسکریا لن یقوی إیران فحسب بل سیزید من عزیمتها على صنع السلاح النووی [برأی المقال طبعا] استطرد: "مضافا إلى أن إیران ستستفید من هذا الهجوم (غیر الموافَق علیه من قبل مجلس الأمن الدولی) للخروج من معاهدة منع انتشار الأسلحة النوویة والمضی قُدما فی برنامجها النووی".
ولدى استعراضه لمجموعة تساؤلات ملحّة حول الضربة العسکریة من قبیل: هل لدى أجهزة الاستخبارات معلومات کافیة حول مواقع إیران النوویة؟ وهل یمکن تدمیرها دون إلحاق أضرار بالمدنیین؟ والأهم من ذلک کله: هل ستحظى هذه الضربة التی لا یُعلم کیف ستکون نهایتها بتأیید الرأی العام الأمیرکی والصهیونی؟ وأضاف: "الادعاء بأن الجواب على جمیع هذه الأسئلة إیجابی هو ادعاء واهٍ وفارغ".
وذهب مرکز کارنغی للاعتقاد بأن أقرب سیناریو للواقع بشأن الملف النووی الإیرانی والذی یمکنه الحیلولة دون تکرار کارثة العراق هو الحوار والحل السلمی ووضع نظام رقابة مناسب من قبل وکالة الطاقة الذریة.
وأضاف: "خلافا لما حصل فی العراق ینبغی أن یکون الهدف من الحوار هو الضمانات ولیس إلغاء البرنامج النووی بالکامل؛ ذلک أنه حتى ضغوط الحظر لن تضمن موافقة طهران على هذا الأمر".

رمز الخبر 184704