وأکدت کاثلین هایدین الناطقة الرسمیة باسم مجلس الأمن القومی الأمریکی فی تصریح صحفی أدلت به السبت 13 أبریل/نیسان، عقب الإعلان عن قبول الرئیس الفلسطینی محمود عباس استقالة فیاض: "ندرک الدور المهم الذی لعبه کل من الرئیس محمود عباس ورئیس الوزراء سلام فیاض، ونقدر عالیا جهودهما فی إطار عملنا المشترک مع جهات أخرى من أجل دعم إقامة دولة فلسطینیة مستقلة قابلة للحیاة". وأضافت هایدین أن فیاض "کان شریکا قویا للمجتمع الدولی"، مشیدة بجهوده الهادفة الى "دفع النمو الاقتصادی وبناء مؤسسات الدولة وضمان أمن المواطنین الفلسطینیین"، کما شددت على أن واشنطن تتوقع أن تستمر القیادة الفلسطینیة فی مواصلة هذه الجهود. هذا وتحدثت مصادر فلسطینیة فی وقت سابق، عن أن فیاض بصدد تقدیم استقالته رسمیا لعباس بعد أسابیع من الخلاف بشأن تعامله مع الأزمة الاقتصادیة التی تعانی منها الضفة الغربیة، فیما کشفت مصار دبلوماسیة غربیة أن ضغوطا دولیة کانت تُمارس على عباس لتأخیر البت فی هذه الاستقالة لمدة شهرین على الأقل للتعرف على ما ستتمخض عنه المبادرة الأمریکیة لإحیاء المفاوضات الإسرائیلیة- الفلسطینیة. هذا وبشأن المشاورات الجاریة حول تشکیل حکومة جدیدة، قالت مراسلة "روسیا الیوم" فی رام الله إن السؤال یدور حول ما اذا کان الفلسطینیون سیذهبون لتشکیل حکومة تکنوقراط من شخصیات مستقلة وأکادیمیة أم أنها ستکون حکومة وحدة وطنیة فی حال حصول توافق بین حرکتی "فتح" و"حماس". وبخصوص أسماء المرشحین المحتملین لتولی رئاسة مجلس الوزراء، أفادت مراسلة القناة بأنه یجری حالیا تداول أسماء عدة أشخاص، من بینهم مصطفى محمد رئیس صندوق الاستثمار.
محلل: استقالة فیاض تعکس أزمة النظام السیاسی الفلسطینی وفی السیاق ذاته، أشار حلمی الأعرج المحلل السیاسی الى أن استقالة فیاض "تعکس أزمة النظام السیاسی الفلسطینی الذی یعانی من مسألتین أساسیتین هما الانقسام الداخلی وغیاب المجلس التشریعی". وفی معرض رده على سؤال "روسیا الیوم" بشأن استغلال استقالة فیاض فی دفع عملیة المصالحة وتشکیل حکومة وحدة وطنیة، اعتبر الأعرج أن هذا ما ینبغی أن یحدث، مشددا على أن المخرج من الأزمة الراهنة هو الإسراع بإنهاء الانقسام.
محلل: إسرائیل عملت من خلال الولایات المتحدة على إبقاء فیاض فی منصبه وبشأن الموقف الإسرائیلی من التطورات على الساحة السیاسیة الفلسطینیة، قال المحلل السیاسی أمل جمال فی حدیث عبر الهاتف لـ"روسیا الیوم" إن إسرائیل "معنیة بشخصیات تحظى بوفاق دولی کما کان الحال مع فیاض"، مشیرا الى أن تل أبیب "عملت من خلال الولایات المتحدة على إبقاء فیاض فی منصبه الى درجة الإحراج". ورجح جمال أن تکون هناک "ضغوطات إسرائیلیة من أجل فرض شخصیة مقبولة (خلفا لرئیس الوزراء المستقیل) أو وضع شروط جدیدة تتعلق بمستقبل مفاوضات السلام بین الطرفین".
المصدر: فرانس برس + روسیا الیوم