الفعل الاخرق الذی اقدم علیه النظام الخلیفی فی البحرین والمتمثل بانتهاک حرمة منزل عالم الدین الابرز سماحة العلامة آیة الله الشیخ عیسى قاسم ، صبیحة یوم الثلاثاء 25 تشرین الثانی نوفمبر ، یعکس حالة من الیأس والاحباط المزریة یعیشها النظام الخلیفی بعد الانتخابات الاخیرة وانکشاف حجمه الحقیقی امام العالم اجمع.
الکثیر من المراقبین للمشهد السیاسی البحرینی ، والعارفین بطبیعة النظام البحرینی ، کانوا یتوقعون ردة فعل قویة للنظام ، بعد ان نزع عنه الشعب البحرینی کل شرعیة ، برفضه المشارکة فی الانتخابات النیابیة والبلدیة المهزلة التی جرت یوم 22 تشرین الثانی / نوفمبر ، الا ان هؤلاء المراقبین لم یتوقعوا ان تصل ردة فعل النظام الى حد التعرض لرمز اسلامی و وطنی کبیر ، لیس فی داخل البحرین فقط بل فی صعید المنطقة ایضا ، بحجم آیة الله الشیخ عیسى قاسم.
رفض اکثر من 70 بالمائة من الشعب البحرینی المشارکة فی الانتخابات الهزیلة والمضحکة ، کان ضربة موجعة وجهها الشعب البحرینی بطریقة حضاریة للنظام الخلیفی ، الذی جند کل امکانیاته ومرتزقته ومتجنسیه ، ومارس کل اسالیب الترغیب والترهیب ، لدفع المواطن البحرینی الى صنادیق الاقراع ، ففشل وبانت عورته ، الامر الذی اصاب النظام بالجنون و افقده التوازن فارتکب حماقة لا تقل عن حماقة الانتخابات ، وذلک عندما اقتحمت زبانیته منزل العلامة عیسى قاسم ، وعاثت تخریبا فی محتویات المنزل وروعت النساء والاطفال.
الجریمة النکراء التی ارتکبها النظام الخلیفی ، ضد علم من اکبر اعلام البحرین ، جاءت لتؤکد ان هذا النظام ماض فی سیاسته الامنیة الغبیة فی التعامل مع ثورة الشعب البحرینی ، وهی سیاسة جلبت کل هذه الکوارث على البحرین واهلها ، کما کشفت هذه الجریمة عن مدى استهتار هذا النظام بالرموز الدینیة والوطنیة للشعب البحرینی ، وعلى راس هذه الرموز یتربع العلامة عیسى قاسم ، دون ان یحسب حسابا لتداعیات هذه المغامرة الهوجاء على امن البلاد بشکل عام.
کان للعلامة عیسى قاسم ، دور کبیر فی دعوة الشعب البحرینی الى مقاطعة الانتخابات النیابیة والبلدیة الصوریة ، وکان لهذه الدعوة تاثیر بالغ على فشل تلک الانتخابات ، وهو بالضبط ما جعل النظام الخلیفی یقدم على فعلته الشنعاء ، وهی فعلة تشیر کل قرائنها الى ان شخص الملک البحرینی هو الذی یقف وراءها .
رغم ان جریمة اقتحام منزل آیة الله عیسى قاسم ، کانت مغامرة فی غایة الخطورة ، الا ان النظام الخلیفی اراد من خلالها تحقیق بعض الاهداف ، ومنها:
-ارهاب وارعاب باقی الرموز الدینیة الوطنیة ، بعد ان تبین حجم تاثیر هذه الرموز على التطورات السیاسیة لاسیما على مقاطعة الشعب للانتخابات الفاشلة التی اجراها النظام مؤخرا.
-استفزاز الشعب البحرینی ، الذی اذهل العالم اجمع بحراکه السلمی والحضاری ، ودفعه الى الخروج عن نطاق السلمیة والاصطدام مع قوات الامن والجیش.
- تحویل الخلاف السیاسی الى خلاف طائفی ، عبر استهداف رموز وشعائر الشیعة.
-اشعال فتن طائفیة ، بهدف الاختباء وراء دخانها وللتغطیة على فضیحة الانتخابات.
اخیرا على النظام الخلیفی ان یتعض من سیاسة "داعش" ، التی کانت تعتقد ان جمیع المسلمین السنة سیقفون الى جانبها بمجرد اشعال حرب طائفیة فی المنطقة واعلانها العداء للمسلمین الشیعة ، فاذا بالمسلمین السنة فی العراق وسوریا ولبنان ومصر ، کانوا اول من وقف فی وجه هذا التنظیم الارهابی ، الامر الذی یؤکد فشل المؤامرة الطائفیة ، التی یقف وراءها الصهاینة والغرب والحکومات العربیة الرجعیة ، لذا على النظام المستبد فی البحرین ، ان یتوقف عن ممارسة السیاسة الطائفیة العقیمة ، فهذه السیاسة لن تخدع الشعب البحرینی ، ولن تطیل بعمر النظام ، وعلیه اما ان یتغیر او یرحل ، ولیس هناک من خیار ثالث.
*المصدر / شفقنا